نكتب عنهم ونظن لوهلة أنهم سينسوننا، أن صور عذاباتهم ستبتعد عنا فلا تبقى تحفر في رؤوسنا وتطاردنا كأشباح. نودعهم الورقَ، ثم نرميه كي يطير بعيدا، إلى سابع سماء.
إعلان
نكتب عنهم كي نريح ضمائرنا، كي نقول إننا شهدنا لهم وأطلقنا صرخة ندرك باليقين أنها لن تلبث أن تنطفئ بعد حين.
نجوى بركات روائية لبنانية ومؤسسة "محترف كيف تكتب رواية"، عملت كصحفية حرّة في عدد من الصحف والمجلات العربية، كماأعدّت وقدّمت برامج ثقافية أنتجتها "إذاعة فرنسا الدولية" و"هيئة الإذاعة البريطاني"ة،إلى جانب إنجازها عدد من السيناريوهات الروائية والوثائقية والحلقات 15 الأولى من برنامج قناة الجزيرة الثقافي "موعد في المهجر".
كتبت نجوى بركات 5 روايات باللغة العربية صدر معظمها عن دار الآداب في بيروت وهي: "المُحَـوِّل" – "حياة وآلام حمد ابن سيلانة" – "باص الأوادِم" – "يا سلام" – "لغة السرّ" ؛ وقد حاز بعضها على جوائز وترجم إلى لغات أجنبية، إلى جانب رواية واحدة باللغة الفرنسية - La locataire du Pot de fer-؛ كما ترجمتْ "مفكّرة كامو" في ثلاثة أجزاء صدرت حديثا عن دار الآداب ومشروع "كلمة".
صفحة الكاتبة بالفيس بوك اضغط هنا
نكتب كي ننساهم، ولكننا لا ننسى. فلا القتيل استعاد حقَّه أو انتقمت له عدالة ما، ولا المخطوف عاد إلى أهله، ولا أطفال المجازر طوتهم القبور ونستهم، فيما هم يزدادون ويتكاثرون كالفطر السامّ.
كتبت عن رلى يعقوب،ومؤخرا صدر قرار إخلاء سبيل زوجها المشتبه بقتلها بعد يوم واحد فقط على إقرار مشروع قانون «حماية المرأة من العنف الأسري» في اللجان النيابية المشتركة!
كتبت عن رزان زيتونة ورفاقها و"سوريات جنيف" كما سمّيت مجموعة الناشطات السوريات اللواتي اجتمعن مع الإبراهيمي في جنيف قبل جنيف 2، لم يطالبن بإطلاق سراح زميلتيهما رزان وسميرة خليل المختطفتين منذ 11 ديسمبر، وإن كنّ دعين إلى إنهاء جميع أشكال الاستبداد والانتقال إلى "الدولة المدنية الديمقراطية الموحدة أرضاً وشعباً"، كما ورد في الوثيقة التي قدمنها للإبراهيمي.
وكتبت عن الكيماوي الذي حرق أطفال الغوطة الشرقية وما زال يحرق قلوبنا، في ما أطفال سوريا واليرموك يموتون قتلا وجوعا وبردا.
وكتبت عن الانفجارات التي عادت إلى لبنان لكي تحصدنا بالعشرات والمئات، وها إن انفجارا آخر وقع قبل يوم أمس، في ما يدرك اللبنانيون عاجزين، أنهم أعيدوا إلى خانة الموت مضروبا هذه المرة بانحلال تام للدولة ومؤسساتها.
كتبت عن كل هؤلاء ولم أرتح من أطيافهم ولا من أصواتهم ولا من ذكراهم ولا من شقائهم وخوفي المتعاظم الذي يضغط على يدي كي توقف جريانها على الورقة، الآن.
نجوى بركات
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك