مدونة اليوم

لا شيء سوى الحب

نشرت في:

أراقب كيف يقتل الانتحاريون أنفسهم وسواهم يومياً، باسم الدين والقضية، في لبنان وسوريا والعراق وسواها من بقاع عالمنا العربي التعيس، ولا أملك إلا أن لا أفهم. لا أفهم كيف. لا افهم لماذا. لا افهم إلى أين.

مونت كارلو الدولية
إعلان

شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".

فيس بوك اضغط هنا

تويتر اضغط هنا

 

إذا كان من سبب واحد يشفع عندي بالاندفاع إلى الموت، ويجعل من فعل الاستماتة توقاً روحياً جديراً بالإعجاب، فهو عندي الحبّ. الحبّ فحسب. ولا شيء سوى الحبّ. ولأجل ذلك أختار أن أواجه موجة الكره الجماعي التي تغمرنا، بالحديث عنه اليوم.
 
وحده الحبّ، أو فقدانه، يستحقّ الاستخفاف بالحياة. بل لا حياة، أقول، لا حياة البتّة، إذا لم تكن حبّاً، وتأخذ بها إلى الأبد. لا شيء، لا قوة، يمكنهما أن يجعلا الحياة خالدة مثل الحبّ. فهو وحده يخترق الزمان والمكان، ويتحدى الواقع. وهو وحده يستحق أن تكون الحياةُ أضحيتَه.
 
هذا ليس تضخيماً للمشاعر، ولا رومنطيقية مائعة.
 
وحده الحبّ يضعنا في الطريق. وحده يمنحنا هويتنا الإنسانية. وحده يعطينا أن نذهب إلى الغد. وحده يعطينا أن نعود منا إلينا. هو السبب والمسبّب، وهو الشرط وبرهان الشرط.
 
وعندما أقول الحب، أعنيه في كل أنواعه ووجوهه.
قيل لي إن الحبّ مهلك. قلتُ: أهلاً بالهلاك لأنه يحيي.
قيل لي إن الحبّ وهم. قلتُ: أهلاً بالوهم لأنه يصير واقعاً.
 
لا تحاولوا أن تقنعوني بالعكس. وأقول للذين يترددون، وأقول للذين يذهبون إلى المبارزة مع الموت، أو للذين يعودون منها: لا تأخذوا معكم سيوفاً ولا مسدسات ولا قنابل. خذوا قلوبكم معكم. بل كونوا قلوبكم. هي، وحدها، مضرَّجةً، تفوز أو تموت في المبارزة. ولا فوز يليق سوى ذلك. ولا موت، أيضاً، يليق، سوى ذلك. وهو أجمل أنواع الموت. لأنه الحياة كلّها.
 
جمانة حداد
 
   
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى