التنوع، كلمه لم أعرفها قبل انتقالي للعيش في لبنان. تعودت في اليمن بأننا نفس الأفكار، نفس الملبس، نفس الدين، نفس المذهب، لم أكن أقابل المختلفين عني دينياً، والاختلاف المذهبي ماكناش نتطرق له قبل ما يتغير الوضع في السنين الثلاثة الأخيرة.
إعلان
هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
فيس بوك اضغط هنا
لذلك كان المجتمع اللبناني غريب بالنسبة لي، أديان مختلفة، طوائف مختلفة، أنواع لبس مختلفه، اللي تلبس حجاب، اللي متبرجه، والكل بلا استثناء لا يتعرض لأي مضايقات.
بهرني هذا العالم المختلف عن مجتمعي الجامد، مجتمعي الذي لو الشخص مختلف فيه يتعرض للانتقاد، لا أنكر أني شخصياً كنت أحكم على هؤلاء المختلفين ، إذا شفت شاب عامل شعره بطريقة مختلفه احكم عليه، إذا بنت لابسه بطريقه مختلفه أحكم عليها، وكنت أشعر أن هؤلاء الأشخاص سيئين لمجرد أنهم قرروا يكونوا مثل ما هم يريدوا مش مثل ما المجتمع يريدهم أن يكونوا.
هذا بالإضافة إلى أنني في ذاك الوقت كنت أعتقد أن واجبي أن انصح المختلفين وأغيرهم، كنت أعتقد أني بهذا الشكل بعمل شيء عظيم، رغم إن اختلافهم عننا مش مؤذي لا على المجتمع ولا البلد.
ومرت السنين وسافرت واتغيرت، وبدأت أتقبل الاختلاف، وبمجرد تقبلي له بدأت أفهم نفسي وأكون أنا بشخصيتي الحقيقية مش الشخصية الكاذبه اللي كان راسمها لي المجتمع، وقفت أحكام على الناس ولم يعد من واجبي أن أنصح أي شخص لم يفعل أي جرم غير إنه قرر يكون مختلف.
هند الإرياني
*المدونة باللغة العامية*
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك