رجال المحروسة

وكما تفعل البنات تفعل أمهم ،، المحروسة ، ففي الوقت اللي بيخطب فيه الشباب الكيوت ود البنات في أيام الفالانتاين ، بدأ شباب أكبر شوية ، و كيوت برضه في خطب ودها و عليها دلوقتي إنها تفاضل بينهم لحد ما تدخل حد فيهم القفص أو تدخله هي بالشفا ، في البداية هناك الثائر دائما ، الفخيم الألفاظ اللي يقدر يحرك مشاعر الشباب بخطبة الثورية الساخنة و شعره المصفف دئما بعناية اللي بيدل على إنه رجل يعشق التفاصيل.

 

 من عيوبه إنه مالوش شغلانة محدده في زمن أصبحت فيه كلمة "مناضل" وظيفة في حد ذاتها ، و لو إنه عيب ممكن يقلب بميزة ، بما إنه هيبقى فاضي للمحروسة ليل و نهار ، كلامه الكتير قد يقلق البعض ، لأن القاعدة معروفة اللي بيعمل ما بيقولش و اللي بيقول في الغالب ما بيعرفش ، لكن الراجل لم يختبر بعد فإيه المانع إن لمحروسة تجربه ، المرشح الثاني لخطب ود المحروسة على عكس الأول تماما ، هو قائد يشهد له البعض بالتمكن في عمله على الرغم من بعض الشائعات اللي بتدور حوالين طهارة يده.

 

من مميزاته أناقته الشديدة و أسلوبه المهذب اللي بيأسر قلوب السيدات خاصة من تعدين الأربعين ، من أهم عيوبه حالة ما من حالات الزهايمر المبكرة ، و تشابه ما بينه و بين عريس سابق ما بيعرفش يكمل جملة على بعضها دون لف و دوران و حكاوي خالتي اللتاتة و ألفاظ ما حدش سمعها قبل كده ، ممكن المحروسة تجربه برضه ما يجراش حاجة لو قدرت تحافظ على قواها العقلية دون الوقوع في مستنقع الزهايمر مع عريسها الأبهة ، المرشح الثالث هو رجل كل الفصول. 

 

في عيلته اللي حضرت معه في محاولة سابقة لخطب المحروسة ، مزيج ليس له مثيل من المتسامحين و المتعصبين و المتدينين و الملحدين و الكبار و الصغار و هي ميزة طبعا ، و أي بنت طبيعي تنجذب لأي حد له عزوة بالشكل ده ، مشكلته إنه دايما يرفع شعار كل حاجة و العكس ، و المحروسة هتتعب قوي على ما تفهم هو جاي منين و رايح فين ، يمكن الميزة الوحيدة اللي هتتحقق لو المحروسة قبلته هي إنها هتقفل صفحة اللي شبهة خالص و مش هتفكر فيهم بعد كده.

 

ومازالت اللستة هتزيد و القايمة هيتزاحم فيها المرشحين الأيام الجاية ، حتى لو الكل عارف مسبقا إن المحروسة موعوده لابن عمها ، و جزء كبير في عيلتها موافق عليه ، حتى لو ما كانتش هي مياله ليه ، حتى لو كان بيوعدهم بالنور و بيقطع عنهم كل يوم الكهربا ، و حتى لو وعدهم بالحماية و كل يوم ينزلوا يلاقوا عربياتهم و محلات أكل عيشهم مولعة ، حتى لو وعد قبل كده إنه هيقف جنب المحروسة في محنتها مع عريسها السابق و مش هيطمع فيها و بعدين حليت في عينيه أو هو حلي في عين أهلها.

 

أغلب الظن إنه هيخطفها على حصانه الأبيض و يطير و لا عزاء لبقية المرشحين ، خوفنا إحنا بس بقية أهل المحروسة إنه ياخدها على الحصان الأبيض و ينزل بيها تحت عربية نقل بمقطورة أو يلبس في شجرة أو يقع بيها من فوق منحدر عالي فينضرب بأهلها المثل في إنهم ضيعوها و بدل ما يفرحوا بيها و يزفوها ، هيودوها لقبرها ، و أدينا قاعدين جنب الحيطة لحد ما نسمع الزيطة ، و نشوف مين هيفوز بالعروسة الفوللي اللي بهدلها الزمن ، و العاقبة عندكم في فلانتاينات قادمة !

 

غادة عبد العال

 

*المدونة باللغة العامية*