لي عينان تقولان لي إنّ البشاعة التي تحاصرنا لن تدوم، بل سوف يحلّ مكانها قريباً جمالٌ صاعقٌ قد لا نستطيع احتماله.
إعلان
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
لي أذنان تقولان لي إن الكلام الفارغ الذي يمطرنا به رجال السياسة سوف يتوقف، وأننا سوف نستيقظ قريباً على صوت القصائد وننام على ألحان الطمأنينة والأمان.
لي يدان تقولان لي إن الهباء الذي بتنا نقضي أعمارنا في حياكته هو مؤقت فحسب، وأننا سوف نتمكن أخيراً من صناعة غدٍ يشبهنا ونستحقه.
لي قدمان تقولان لي إن الطريق المسدود الذي أجبرنا على الجمود والمراوحة سوف يتحول اوتوستراداً واسعاً لا حدّ للأمكنة التي يفضي إليها.
لي قلب يقول لي إن الكراهية والحقد والعنف سوف تندثر، وأن الناس سوف تتعلم من جديد فنون اللياقة والنبل والأخلاق والحب.
لي مخيلة تقول لي إن الحرب لن يعود لها مكان في هذه الأرجاء، وإن الأطفال سوف يكفون عن الألم والخوف والجوع والتسوّل والبرد.
لي إرادة تقول لي إننا سوف نحقق كل ما نصبو إليه، وأن طموحاتنا الشاهقة سوف تصير، أخيراً، أقلّ من الاحتمالات المفتوحة أمامنا والمتاحة لنا.
لي أحلام تقول لي إن أولادنا سوف يكفون عن الهجرة، وأمهاتنا عن اليأس، وآباءنا عن ضرب رؤوسهم بالجدران، وأن أنفسنا سوف تكف عن القرف.
أجل لي عينان، لي أذنان، لي يدان، لي قدمان، لي قلب، لي مخيلة، لي إرادة، لي أحلام تقول لي كلُّها، بلا استثناء، إن الأمل، أعني الحياة، لا يزالان ممكنين على هذه الأرض.
وفي وجهها جميعاً، على الضفة الثانية من الوعي التي اسمها "واقع"، لي عقلٌ يقول لي إنني أضحك على نفسي أولاً، وعلى الآخرين خصوصاً.
أضحك، وكم أودّ أن أبكي.
جمانة حداد
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك