نجوى بركات: لعبة "كاندي كراش"

وكاندي كراش هي لعبة لها مريدون ينتشرون على وجه الكرة الأرضية قاطبة، وهي التطبيق الذي بات الأشهر والأكثر نجاحا بعد أن جرى تحميله نحو 550 مليون مرة ويستخدمه نحو 100 مليون شخص شهريا.

 

اللعبة ممتعة وبسيطة، تحتاج القليل من المهارة والحظ لكي تبلغ بها أعلى المستويات. لكنك لا تستطيع اللعب إلى ما لا نهاية، إذ لديك خمس فرص إذا ما استهلكتها، وجب عليك الانتظار لمهلة معينة أو شراء حياة جديدة لتعاود اللعب.

 

حسنا، دخلتُ عالم كاندي كراش لأرى ما الذي يحصل هناك، وها إني وبعد أن وصلت للمستوى 56، قررت أن أعود أدراجي بعد أن وجدتني وقد هدرت مجموعة محترمة من الساعات كان من الممكن استغلالها في أي عمل مفيد من نوع قراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم سينمائي، أو حتى إعداد قالب كيك أو الدردشة الهاتفية مع صديق.

 

لكاندي كراش جوانب جذابة تقف حتما وراء الإدمان عليها، فهي تقدم عالما من الحلوى والسكاكر والشوكولا، ولا تتطلب بناء استراتيجيات ذهنية معقدة، وهي تهنئك وتشجعك كلما أحرزت تقدما. لعبة توقعك في أحضان الطفولة، تلهيك عما يضنيك، تريح أعصابك وتجعلك لا ترى ما يدور حولك. كأنما بتنا نحتاج إلى الانغماس بما لا يطالبنا بإثبات ذكائنا ونجاحنا وتفوّقنا، بل بما يعيد إلى هذا العالم بعضا من طفولته، من سذاجته، من إيجابيته.

 

ودّعتُ عالم كاندي كراش غير آسفة، وفي ليلة غم ّوأرق، كان مفيدا أن أفتح اللعبة لمعس بعض السكاكر بانتظار أن أجد طريقي إلى راحة البال.