مدونة اليوم

سناء العاجي :"التبول العمومي المباح"

نشرت في:

هو مشهد أراه بشكل شبه يومي في شوارع وأزقة وطني. في حي راقٍ أو شعبي، في مدينة كبيرة أو صغيرة، يتكرر المشهد بنفس البشاعة: رجل أو شاب يخرج عضوه الذكري بمحاذاة حائط، يتبول في الشارع، ثم يكمل طريقَه.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

أولا وقبل كل شيء، فهذا سلوك "متسخ" إن صحّ التعبير. إنه يعبر عن وساخة من يمارسه.

كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.

فيس بوك اضغط هنا

كيف يمكن للمرء أن يتبول في الشارع، أمام المارين؟
كيف يمكنه أن يتبول على حائط، أن لا ينظف نفسه، أن يترك بوله وراءه، ويكمل طريقه كأن شيئا لم يكن؟
طبعا، سيكون هذا الشخص أول من يُنَظِّر ضد التخلف وضد غياب القيم وضد الكثيرِ الكثيرِ من الأشياء.
 
لا يمكننا أن ننكر ضعف البنيات التحتية على هذا المستوى. أي نعم، هناك مسؤولية للدولة ومؤسساتها عبر المنتخبين المحليين ومختلف الهيآت المعنية. مدن المغرب تفتقر، في أغلبها، لهذا المرفق الأساسي والضروري، ألا وهو المراحيض العمومية.
 
لعل المسؤولين عن مدننا وأقاليمنا يعتبرونها ترفا؟ في جميع الأحوال، فمخططات التنمية القطاعية في السياحة وفي التنمية المحلية، لم تدمج بعد هذا المرفق الأساسي. وهذا خطأ طبعا. 
لكن، هل يبرر هذا الخصاص سلوكَ التبول "العمومي" إن صح التعبير؟ لا... أبدا... غياب المراحيض العمومية لا ينفي كون سلوك التبول في الشارع سلوكا غير حضاري بالمرة. رأيته في المغرب ورأيته في بلدان أخرى مجاورة.
 
سألت البعض حولي: "لماذا تفعلون ذلك؟". اختلفت الأعذار: غياب المراحيض العمومية، صعوبة التحكم في المتانة البولية للرجل.... لكنَّ أيا من هذه الأعذار لا يمكن أن يبرر سلوك رجل يقف في الشارع، يخرج عضوه الذكري، يتبول، وينصرف. لا شيء يمكن أن يجعلنا نقبل هذا السلوك.
 
لا يفوتني أن أشير طبعا إلى كون الأمرِ خللا ذكوريا بامتياز... وباحتكار. هو بالتأكيد ليس خللا بيولوجيا. هو ربما خلل يرجع نسبيا إلى نقص فظيع في البنيات التحتية. لكنه في جميع الأحوال، خلل ذكوري غير نظيف ولا حضاري ولا إنساني بالمرة...
 
سناء العاجي
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى