مدونة اليوم

غادة عبد العال:"جوه الدايرة"

نشرت في:

في بلدنا وأثناء الحوادث والمناسبات المأساوية، عندنا في مصر قاعدة راسخة لا تتزحزح ألا وهي " إن كل واحد بيضرب نفسه بذات نفس إيده على نفس ذات قفاه". بمعنى أصح ، ماحدش بيإذي حد في بلدنا الحبيبة اللي بيسودها الحب والحنان والأخوة والتماسك وروح العيلة، ولو حصل أذى فبيبقى غالبا بإيد المجني عليه.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

أثناء الثورة كانوا ناس كتير بيقولوا إن الإصابات الكتير اللي في التحرير غالبا مصدرها المتظاهرين نفسهم اللي بيندس بينهم بلطجية وشباب غشيم   بيضربوا بعض، لكن لا الجيش ولا الشرطة ليهم دخل ولا حتى عندهم خرطوش أصلا يضربوا بيه حد في دماغه ولا في عينيه.

مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.

فيس بوك اضغط هنا

 
لمّا الدبابات داست على الناس قدام ماسبيرو خرج التبرير، ده واحد من المتظاهرين سرق دبابة وداس بيها المتظاهرين التانيين، الجيش؟  
لأ طبعا مين قالك إن الجيش عنده دبابات؟
 
خلصت أيام الثورة الأول ووراها أيام المجلس العسكري، ودخلنا في عصر الإخوان وخرجنا منه بطريقة فض الاعتصامات اللي سقط اثناءها مئات الضحايا.
لكن قوات الشرطة وقتها أنكرت طبعا إنها اتسببت في أذى حد وقالت إن كل الوفيات اللي بالمئات اللي حصلت أثناء الفترة دي كانت برضه بسبب غشومية المعتصمين نفسهم اللي قتلوا بعض وخبوا جثث بعضيهم تحت المنصات.
 
خرجنا من تلك الفترة المباركة على فترة التفجيرات والاغتيالات، هنا الدنيا لعبت لعبتها وفجأة بقى البعض بيدعي إن كل عمليات اغتيالات ضباط الشرطة بتتم على إيديهم وكل تفجيرات مديريات الأمن بتنفذها وزارة الداخلية والطيارات الهليكوبتر اللي بتولع باللي فيها بيعمل حواليها الجيش حفلات باربيكيو ويشوي جنوده وظباطه بنفسه بس عشان يدبسها في الإخوة المحروق دمهم بسبب خسارتهم لكراسي السلطة.
 
ما حدش بيقرب لحد، ماحدش بيؤذي حد، ماحدش بيقتل ولا بيفجر حد، كل واحد بيضرب نفسه بإيده ، كل ضربه على قفاك هي مسئوليتك الشخصية،  وواضح إن أهل البلد بيعشقوا يضربوا نفسهم بالمولوتوف والخرطوش ويفجروا نفسهم بالتي إن تي ويهرسوا روحهم تحت جنازير الدبابات.
 
بالقياس بكل ده ، فالتفجير اللي حصل الأسبوع ده لأتوبيس سياحي كان بيقل كوريين جايين رغم كل شيء بيستمتعوا بزيارة المواقع السياحية المصرية واللي أدى لوفاة 4 منهم، هو بالتأكيد تم على إيد أبناء دولة كوريا الجنوبية الشقيقة نفسهم، ما هو سلو بلدنا كده، فهمناها خلاص.
 
أما عننا احنا كشعب فمش عايزين نزعجكم وانتوا بتمارسوا هوايتكم المفضلة في قتل وتفجير نفسكم، لكن أظن من الواجب عليا إني أفكر الجيش اللي بيموت نفسه، والإخوان اللي بيموتوا نفسهم، والإخوة الكوريين اللي بيفجروا أتوبيساتهم، إن الدايرة اللي بيلفوا فيها دي، احنا واقفين كشعب في وسطها بين كل الأطراف، وأي منهم لو كسب لعبة الكراسي الموسيقية أكيد هيحتاجنا.
 
ماهو مافيش حاكم ظالم من غير شعب مستعد ينظلم، واحنا والحمد لله عندنا استعداد، بس تخفوا علينا عشان ما نخلصش في إيديكم أو نزعل ونهج من البلد وساعتها مش هتلاقوا شعب تحكموه.
 
غادة عبد العال
 
*هذه المدونة باللغة العامية*

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى