ما الذي يجري في لبنان ليعتقد الأزواج أن بإمكانهم قتل زوجاتهم والنفاذ من العقوبة؟ ما الذي يجري لكي نسمع بجريمة عنف أسري تلي الأخرى وتروح ضحيتها نساء لا ذنب لهن إلا عثرة حظوظهن وولادتهن في مجتمعات يشعر ذكورها أنهم يمتلكون الحرية المطلقة للتصرف بأرواحهن؟
إعلان
هل تشوّهت الأخلاق العامة إلى هذه الدرجة، أم أن هناك تسخيفا لفعل القتل والتعدّي على أرواح الآخرين في ظلّ غياب الدولة والقوانين المنظمة والرادعة لمثل هذا الإجرام؟
نجوى بركات روائية لبنانية ومؤسسة "محترف كيف تكتب رواية"، عملت كصحفية حرّة في عدد من الصحف والمجلات العربية، كماأعدّت وقدّمت برامج ثقافية أنتجتها "إذاعة فرنسا الدولية" و"هيئة الإذاعة البريطاني"ة،إلى جانب إنجازها عدد من السيناريوهات الروائية والوثائقية والحلقات 15 الأولى من برنامج قناة الجزيرة الثقافي "موعد في المهجر".
كتبت نجوى بركات 5 روايات باللغة العربية صدر معظمها عن دار الآداب في بيروت وهي: "المُحَـوِّل" – "حياة وآلام حمد ابن سيلانة" – "باص الأوادِم" – "يا سلام" – "لغة السرّ" ؛ وقد حاز بعضها على جوائز وترجم إلى لغات أجنبية، إلى جانب رواية واحدة باللغة الفرنسية - La locataire du Pot de fer-؛ كما ترجمتْ "مفكّرة كامو" في ثلاثة أجزاء صدرت حديثا عن دار الآداب ومشروع "كلمة".
صفحة الكاتبة بالفيس بوك اضغط هنا
كان يتم إحصاء امرأة تقتل شهرياً نتيجة العنف الأسري، واليوم بات القتل يطاول امرأتين في الشهر.
لا أحب أن أقول امرأة، فللمغدورات أسماء لن أملّ من تردادها: رلى يعقوب سابقا، والآن منال عاصي التي قتلها زوجها بعدما "تفنّن" في ضربها وتعذيبها بحضور أهلها وعلى مرأى من جيرانها ورفض السماح بنقلها إلى المستشفى إلا بعد ساعتين من فقدانها الوعي.
هذا ادعى عليها بالزنا بعد موتها واخترع لها عشيقا وضع نفسه بتصرف العدالة!
ثم كريستال أبو شقرا التي توفيت في المستشفى مسمومة بمادة «الديمول»، وقبل أمس مرغريت طنوس بعد أن وصلت العدوى إلى لبنانيي الانتشار، واتهمت الشرطة الاسترالية زوجها اللبناني بقتلها بعد أن نقلها المسعفون إلى المستشفى وهي مصابة بجروح بالغة في الرأس.
فليأخذ الربّ بأيديكم يا رجال لبنان أينما كنتم لتستقووا علينا نحن زوجاتكم، حبيباتكم وأمهات أولادكم وشريكات حياتكم. ليقوّ الربّ سواعدكم لتنهالوا بها علينا ضربا وتعذيبا حتى تفرّ أرواحنا مسرعة من بين أضلاعنا...
حُكم على شاب فرنسي بالسجن لمدة عام بعد تعذيبه قطة ونشره مشاهد التعذيب على الإنترنت.القانون الفرنسي يحكم في مثل هذه الحالات بالسجن عامين ودفع غرامة بقيمة 30 ألف يورو.
والقانون اللبناني، بماذا يحكم وماذا عنه؟
نجوى بركات
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك