ما ترانا سنقول حين نكتشف أن العالمين، العربي والغربي، ورغم كل ما يفصلهما من تناقض صارخ، يتشابهان بشكل صادم في ما تحياه النساء من عنف قاتل؟
صفحة الكاتبة بالفيس بوك اضغط هنا
التقرير الذي أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخراً عن العنف ضد النساء شمل 42 ألف امرأة، وقد كشف عن خطورة هذه الظاهرة إذ أظهر أن ثلث النساء في دول الاتحاد، أي ما يوازي 62 مليون امرأة، تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي منذ سن الخامسة عشر، وأن واحدة من بين كل عشرين امرأة تعرضت للاغتصاب.
نحن نتحدث هنا عن دول ليبرالية يشار إليها كنماذج تحتذى حضارياً وديمقراطياً، نكتشف أنها تبلغ مستويات عالية من ممارسة العنف الجسدي ضد النساء، ومنها على سبيل المثال الدنمارك بنسبة 52 في المئة، وفنلندا بنسبة 47 في المئة، والسويد بنسبة 46 في المئة، في حين تحتل بريطانيا وفرنسا المرتبة الخامسة ببلوغهما نسبة 44 في المئة، لتأتي بولندا في المرتبة الدنيا بنسبة 19 في المئة.
وإذا ما التفتنا إلى الولايات المتحدة، فلن يكون الأمر أفضل إذ يشار إلى مقتل ثلاث نساء يومياً على يد أزواجهن، في حين يساوي عدد قتيلات العنف المنزلي ضعف عدد الجنود الأميركيين الذين قضوا في حربي أفغانستان والعراق.
في روسيا، تتعرض 600 ألف امرأة سنوياً للعنف المنزلي، الجسدي واللفظي، وتموت 14 ألف امرأة نتيجة الضرب على يد الأزواج أو الشركاء، وهو ما يعادل 40 امرأة يومياً.
ما الذي علينا استنتاجه من هذا كله؟ أن القانون والحضارة والثقافة والديمقراطية والحداثة والنضال و... كلها غير مجدية لحماية المرأة من وحش الذكورة؟ أم أن هناك خللاً ما، تواطؤاً ما، ما زال يمنح الرجل الأفضلية ويعترف له بسطوة وسلطة تبيحان له استخدامهما متى أراد وكيفما اتفق؟
نجوى بركات
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك