هند الإرياني : ماذا فعلت في طفلك

ومنذ ذلك اليوم وصديقتي يتكرر هذا الشعور عندها في كل مره تركب فيها الطائرة. هذه حالة بسيطة من حالات كثيرة يتسبب فيها الأهل لأبنائهم بعقد كثير بدون علمهم، أي أنهم لا يتعمدوا إيذاء أبنائهم ولكن بسبب جهل منهم يصاب الطفل بعقده تلاحقة طوال حياته، مثل صديقتي التي لازالت إلى يومنا والعقدة تلاحقها.

 

هذه حالة بسيطة السؤال الأهم هو كيف سيكبر الأطفال الذين تربوا على مشاهدة الأخبار السياسية والقتل في التلفاز"التلفزيون"، والأهالي لا يفكروا بأن ولا في بالهم هذه المشاهد ستؤثر على أبنائهم طوال العمر، طبعاً من يعيش الحرب هذا خارج عن إرادته ولكن من يعيش في بلد بلا حروب ويعرض أطفاله لهذه المشاهد ففي رأيي بأنه مثله مثل مجرمين الحرب. هذا الطفل سيكبر وهذه المشاهد ستكبر معه لا أعلم كيف ستكون تأثيرها على نفسيته ولكن بالتأكيد ستؤثر عليه بطريقة أو بأخرى.

 

نوع آخر من العنف يمارس على الأطفال خاصة في المدارس، بالإضافة لضرب الطفل طبعاً، التخويف من النار وأهوالها، أعرف طفلة في اليمن وضعت نقش حناء على يدها، الطفلة عمرها عشرة سنوات، ولكن المعلمة بمجرد أن رأت الحناء على يدها بدأت بتخويفها من أهوال النار وحرمانية الحناء. ورسم الحناء عادات يمنية موجودة ولكن هذه المعلمة كانت من بلد عربي آخر ويبدوا أنها متشدده. بالإضافة لما كانت تحكيه نفس المعلمة للأطفال عن تفاصيل أهوال النار فكانت الطفلة تتأثر و تحلم بكوابيس طوال الليل. وهذا الشيء يمارس في الكثير من المدارس.

 

أنا شخصياً في طفولتي تعرضت لموقف غريب حين رسمت صورة فتاة وطلبت مني المعلمة أن أضع خط على رقبتها وكأنني اذبح رقبتها. وكان عذرها بأن هذا الخط يمنع فكرة أني أقلد خلق الله وأن بهذه الشكل فأنا أقول إن البنت التي رسمتها ميته وأحمي نفسي من عذاب النار. وفعلاً رسمت الخط. ولكن أيش النتيجة؟ ومن يومها توقفت عن الرسم. فيا ترى كم يا مواهب ماتت بسبب أهالي أو معلمات أو معلمين مارسوا العنف بعلم أو بدون علم على الأطفال.

 

 

هذه المدونة باللغة العامية*