مدونة اليوم

غادة عبد العال: كان يا مكان في حاكم لمصر

نشرت في:

كان يا مكان في سالف العصر و الأوان كان فيه حاكم لمصر، كان ملبوخ و محتاس و غرقان في وظيفة أكبر منه بكتير، و حوالين الحاكم كانوا أعوانه أكثر منه لبخة و حوسة مع غياب عنصري الذكاء و النباهة في مكان بعيد عن أياديهم كلهم ، كان عصر هذا الحاكم مليء بالأزمات كانت مخزون البلاد من البنزين يتبخر و مخزون السولار بيتناقص حتى أصبح في خبر كان ، أما الكهرباء فتحول وجودها إلى زيارات سريعة لا تشبع و لا تغني عن ظلام .

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.

فيس بوك اضغط هنا

ضاق الرعية بالأحوال و بدأوا في الإخلاص في الدعاء للرحمن إنه يخلصهم من كل هذا الفشل اللي أصبح معشش على حياتهم كما يعشش على الشجر الغربان ، و صال أساطير الإعلام و جالوا و ولولوا و انتحبوا و لطموا الخدود و شقوا الجيوب مع كل أزمة من الأزمات ، و ازاي المستشفيات تعيش من غير كهربا ؟ ، و ازاي الحضانات تشتغل في الظلام ؟ ، و ازاي العيال يذاكروا في الضلمة و ازاي من غير سولار تمشي أتوبيسات التلاميذ و التلميذات ؟ ،إزاي عد ما تقوم ثورة عظيمة تبقى البنية التحتية في أي لحظة مهددة بالنهيار ؟ ، إزاي لسه الأمن ما رجعش في الشوارع و كل شخص في البلد بيعيش خايف و قلقان ؟ ، إزاي و ازاي و ازاي .

كان الكل بيصرخ كل يوم و أثر البكاء و العويل كان بيبان أثره على وجوه الجميع بعد كل توك شو أو قراية لجرايد الصباح ، راح الحاكم و راحوا أعوانه بعد ما انتفضت البلد كلها عشان تخلص من الفشل و الفاشلين ، و جه حاكم مؤقت و من وراه قائد كبير ، و كل الناس استنت الأحوال تتغير ، كله يبقى تمام ، بس ما بقاش تمام ، لسه فيه أزمة بنزين بتزورنا كل شوية و لسه الكهربا بتقطع كتير ، في الحقيقة الكهربا بتقطع أكتر ما بتيجي ، و رفاهيات بيعيشها ناس تانيين في بلادهم زي إنك تشوف أهلك و أحبابك و ملامح وشك باستمرار في مرايات بيتك أصبحت رفاهيات ما بنتمتعش بيها في وطننا الكريم .

لكن الغريب إن الشكوى اتوقفت و خاصة في الإعلام ، لا بقى حد يصرخ و لا يلطم و لا يولول و لا يعيط على المستشفيات و لا الحضانات و لا مدارس الأولاد ، ، سكوت تام و رضا كامل عن أحوال البلاد و بنيتها التحتية اللي بدأت فعلا تنهار ، زبالة في كل مكان ، منظومة مرور تليق بقرود في غابة ، طرق بتبوش بشوية مطر و أنفاق و كباري بتنهار ، و مع ذلك هناك احتفاء دائم في وسايل الإعلام بمصر اللي بتخطي خطى واسعة و جبارة و فاضلها نفختين و تبقى أد الدنيا بصحيح .

أحيانا بحاول أدقق في الشاشات عشان أتأكد إن برامج التليفزيون دي على الهوا ، و باقرا عناوين الجرايد مرة و اتنين و تلاتة عشان أتأكد إنها جرايد اليومين دول مش جرايد جاية في آلة زمن من 20 سنة قدام ، و ساعات أقوم أبص من البلكونة عشان أتأكد إن أنا لسه عايشة في نفس البلد اللي بيقولوا اتقدمت دي ، يمكن تكون اتقدمت و سابتني واقفة مكاني و أنا ما أخدتش بالي و ما لحقتش موكب التقدم و هو معدي قدامي و الا حاجة ،و في كل الأوقات باتساءل ، يا ترى تجاهل معاناة الناس و مطالبهم هتؤدي لإيه ؟ ، يا ترى موجة التطبيل المستمرة للسلطة الحالية رايحة بينا على فين ؟ ، يا ترى ليه الكل خايف يعترف إننا عايشين في نفس مناخ الفشل و إن إزاحة الرؤوس لا يمكن تغير من منظومة فاشلة بدون بذل مجهود للقيام بتغيير حقيقي و نظام جديد ، و يا ترى هنفضل لإمتى عايشين تحت شعار .

عدوك يبلعلك الزلط و عدوك يتمنالك الغلط بدون ما نحاول نفكر يا ترى الزلط ده بيقع منين ،و للحكاية بقية هنشوفها الأيام الجاية بعد انتخابات رئاسية شكلها هتبقى مسرحية ، و اللي يعيش في الدنيا ياما نشوف، و خاصة إذا كان عايش في مصر ، أكيد هيشوف كتير
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية