في مجتمعاتنا فهمونا غلط إن حب النفس عيب، ووصفوها بأنها أنانية وتمركُز حول الذات، بينما - في رأيي الشخصي- أن هذه الفكره خاطئة، وأنتم أحرار طبعاً في تأييدي رأيي أو مخالفته.
هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
مجتمعنا يقول لنا بأن الإنسان الطيب لازم يكره نفسه، دائماً يفضل الآخرين على نفسه، دائماً يتحمل الأذى من الغير، ويعتبروا أن هذا التصرف نوع من الصبر، يعني نشاهد مثلاً في المسلسلات التلفزيونية أن المرأة طيبة القلب هي من تصبر على ضرب زوجها، وإهانة أبنائها لها، هي من تتحمل الأذية بكل أنواعها.. ليش؟
وغالباً ما تكون المرأة القوية التي تحب نفسها هي الشريرة في المسلسل.. غريب؟؟ والحقيقة لو تأملنا حولنا لوجدنا أن هذه الفكره فعلاً أثرت في الطيبين وأصبحوا يعتقدون بأن حب النفس غلط وأن عليك أن تتحمل المر ولا تحاول تغيير شيء فهذا الصبر دليل أنك إنسان كويس. لحظه لا تفهموني خطأ.. أنا لا أقول أن يكون الشخص أناني، أنا أقول أن يحب نفسه لأن فاقد الشيء لا يعطيه..الشخص الذي لا يحب نفسه لا يستطيع أن يعطي محبه مثل الشخص الذي يحب نفسه.
تذكرت هذا الموضوع حين أخبرتني صديقه بأنها تريد أن تشتري لوالدتها هديه بمناسبة عيد الأم، صديقتي محتاره تريد أن تعطي والدتها أموال بدل الهديه لكي تشتري أمها اللي تريده.. ولكنها قلقه من أن تقوم أمها بصرف الفلوس على أشياء تخص البيت أو الأبناء، رغم أن أبنائها كبار في العمر ومسؤولين. وكما يبدوا أن أسلوب التربيه هذا حول أبنائها لأنانيين واتكاليين وفاشلين في حياتهم، بينما هي أصبحت مليئه بالأمراض نتيجه إحساسها بالقهر لأنها تعطي دائما ولا تأخذ، طبعاً غير شعور الحرمان بأنها لم تعطي نفسها شيء طوال السنين الماضيه.
يعني مثل ما نرى الآن لا الأبناء سعداء ولا الأم سعيده.. في رأيي أن الشخص عليه أن يكون متوازن في هذا الموضوع، لا يحرم نفسه وفي نفس الوقت يعطي الآخرين دون مبالغه، وإذا ملأ قلبه بمحبة نفسه وقتها الحب سيفيض وسيصبح قادراً على العطاء دون إحساس بالحرمان أو انتظار أن يعوضه الآخرين لأنه ضحى من أجلهم. وفي النهاية أقول لكل أم كل عام وإنتي بخير وسعيده.. وحبي نفسك.
*المدونة باللغة العامية*
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك