"من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر". من منّا لا يعرف هذه الجملة؟ ولكن، لِمَ لا يقال أيضاً: "من منكم بلا خطيئة فليرجمه بحجر".
الجواب سهل: لأن الخطيئة هي خطيئة الأنثى حصراً، وبامتياز. المرأة خاطئة،
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
وعليها أن تدفع ثمن إغوائها للرجل المسكين الذي غررت به.
ولأن "الزنى" بمكيالين، على غرار كل ما عداه في مجتمعاتنا. الرجل إذ "يخون"، فهو في الغالب مسامَحٌ سلفاً. يقال عنه بتحبّب: دون جوان أو نسونجي، لكنه معذور في غالبية الحالات. حتى إذا اشتكت المرأة من زوج خائن، قالت لها أمها، أو الجارة، أو حتى رجل الدين: "معليش يا بنتي. طوّلي بالك". أو "آخرتو رح يرجع لعندك". كما لو أن عزاءها في عودته المجيدة، وأن وجوده، وجوده فحسب، نعمة تبرر كل ما عداها.
أما المرأة إذا خانت، فـ"عاهرة". لا كلمة أخرى تصفها. إذ ينبغي لها أن تكون حكماً في منأى من الإغراءات والتجارب والشهوات التي يتعرّض لها الرجل: هكذا قرر المجتمع الذكوري منذ الأزل. الرجل يحتاج إلى أن يتسلّى ويموّه عن نفسه بين حين وآخر، والمهم "ألا يقصّر في شيء عن عائلته". أما هي، إذا "ارتكبت" الزنى، فعرضة للإذلال ونظرة الآخرين المهينة والحرمان من أولادها وجرائم الشرف الخ.
يضحكون عليها بجملٍ من نوع: "المرأة لا تمنح جسدها إلا لمن تحب"، "المرأة رومنطيقية وراقية وتهمّها المشاعر"، أما الرجل فذو طبيعة "حيوانية". وهلمّ جراً من التعميمات.
"شو كل يوم مجدرة؟"، يقول الرجل باسماً بشوشاً عندما يمزح في شأن ملله من زوجته ورغبته في "التنويع". ولكن، ماذا لو فكّر، أو تخيّل، أو اكتشف، أنه هو "المجدرة"؟
سأحبّ أن أرى ما شكل ابتسامته آنذاك.
جمانة حداد
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك