مدونة اليوم

جمانة حداد: "ابتزاز الحبّ"

نشرت في:

قرأتُ منذ أسبوع خبراً عن انتحار صديقة الموسيقي ميك جاغر، وهي مصممة الأزياء الشهيرة لورين سكوت، بعدما كان الاثنان على علاقة منذ عشر سنوات. وانتشرت على الفور شائعات تفيد بأن جاغر كان قد أعلن لسكوت نيته الانفصال عنها قبل بضعة أيام من الحادثة، وأن هذا الانفصال هو الذي دفع بها إلى اتخاذ قرار إنهاء حياتها.

مونت كارلو الدولية
إعلان

شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".

فيس بوك اضغط هنا

تويتر اضغط هنا

بمعزلٍ عما إذا كانت هذه الشائعات صحيحةً أم لا، لا يسعني، كلما سمعتُ خبراً مماثلاً، إلا أن أضع نفسي في مكان الطرفين على السواء، فأروح أسأل نفسي، من جهة: هل يستحق حبٌّ، مهما كان عظيماً، أن انتحر بسببه؟ ثم أسأل نفسي أيضاً، من الجهة الثانية: لو كنتُ أنا ميك جاغر مثلاً، هل كان يجدر بي البقاء مع هذه المرأة، لكي أراعيها وأجنّبها اليأس والوجع، حتى لو كانت مشاعري تجاهها قد انطفأت؟

في الحالين، أعرف أن القرار صعبٌ للغاية. أعرف أيضاً أن الحب، على جماله وروعته والغنى الذي يمنحنا إياه والسعادة التي يغمرنا بها، هو سيف ذو حدين، لأنه في وجه من وجوهه وسيلة ابتزاز ناجعة جداً. كم من الأمور التي نعشق القيام بها، نرى أنفسنا مضطرين إلى الاستغناء عنها كي لا نجرح الآخر؟ كم من الكلمات المهمة التي نخاف كتابتها أو قولها، لأننا نخشى منها على مشاعر الحبيب أو الحبيبة؟

أعلم أن كل علاقة قائمةٌ حكماً على تسوية، أو مجموعة تسويات. وهذا شيء طبيعي بغية إحلال التوازن بين الطرفين. لكن أن تكون التسوية تضحية على حساب قناعاتنا ومشاعرنا وأفكارنا، فهذا في رأيي تزوير وتمثيل لا يليقان بنا، ولا بالشريك الذي نريد أن نحميه.

نعم للحب إذا، ولكن ألف لا للابتزاز.

جمانة حداد

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى