مدونة اليوم

غادة عبد العال: "كدبة إبريل"

نشرت في:

لسبب غير مفهوم بنهتم قوي في حياتنا في هذا الجزء المميز من العالم بالاحتفال بأول أبريل اللي بنسميه "كدبة إبريل"، رغم إن التقليد غربي بامتياز.

مونت كارلو الدولية
إعلان

مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.

فيس بوك اضغط هنا

التفسيرات بترجع لفرنسا اللي كانت أول دولة طبقت التقويم الجديد اللي بيبتدي بيناير بعد ما كانت قبل كده السنة بتبتدي بأبريل. ظل بعض الناس لمدة بيحتفلوا برأس السنة في أبريل برضه بحكم العناد أو العادة، وكان الباقيين بيطلقوا عليهم ساخرين لقب "حمقاء أبريل". إيه بأه اللي وصل التقليد ده لينا و ليه البعض بيهتم بالاحتفال بيه في وطننا العربي اللي بيكره الكذب زي عينيه؟ ربنا وحده اللي يعرف!.

بس من المعروف إنا مش بس بنحتفل بأول أبريل وكدبته، إحنا كمان بنجود وبنمد عمر الكدبة لبقية أيام و شهور السنة. عندك مثلاً عندنا في مصر موسم الكدب الممتد مش بس على مدار أيام، بل شهور وسنين بيشمل كل مجالات الحياة. خد عندك مثلاً أشهر الأكاذيب الجغرافية، الطقس في مصر حار جاف صيفاً دافئ ممطر شتاءاً.

كل الناس بتحلف بالطلاق إن الطقس شديد الحرارة شديد الرطوبة غبي صيفاً، شديد البرودة شديد الجفاف متخلف شتاءاً، لكن كتب الجغرافيا باقية على العهد، مين يقدر يكدب كتاب جغرافيا على أية حال؟

على المستوى الاجتماعي هناك الأساطير القائلة: "الشعب المصري شعب متدين بطبعه" و"لا عزاء لصرخات المتحرش بيهن من بنات مصر" اللي حياتهم فيلم رعب متواصل كل يوم من أيام حياتهم، "المصري إبن نكتة"، جرب تلمس حد بكتفك في الشارع كده وشوف التعبيرات المرسومة على وشه وكأنك أنزلت بيه عذاب إغريقي وابقى احكيلي على سيل الكلمات اللي هينزل على دماغك ودماغ الوالد والوالدة ونسبة كام منها نكت ودم خفيف وبعدين ابقى قوللي بأه مين بأه إبن النكتة فيكم؟

"الطفل المصري أذكى أطفال العالم"، الطفل اللي كل إنجازات أهله لحد ما يكمل 10 سنين إنهم علموه إزاي "يتف على عمو"، هيجيب الذكاء منين طيب ؟ "الأم المصرية أحن أم في العالم"، مع تنوع وسائل العقاب بين الشبشب أبو وردة وحزام أبوك الجلد والمعلقة المتسخنة على البوتجاز متهيألي محتاجين نعيد نظر في الشعار ده كمان.

من الناحية الدينية علمونا دايماً حديث "إن جند مصر خير أجناد الأرض" والآية الكريمة "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، لكن علماء الدين نفوا الحديث الأول مؤخراً بعد خلافات سياسية مع الجيش والآية التانية عرفنا بالدليل الحاسم إن ليها مناسبتها لكن لا يمكن تطبيقها في المطلق لأن غالباً "أخرجوا من مصر إن شاء الله آمنين" تليق أكتر بالأمر الواقع.

من الناحية السياسية بأه ما تعدش، كلمات بتتردد زي إن "كل الدول العربية بتعتبر مصر الشقيقة الكبرى"، مع إن ما فيش دولة عربية بتطيق اسمها لدرجة إن لو منتخبها لعب ماتش كورة مع بلدية تل أبيب هيشجعوا بلدية تل أبيب، اللهم إلا دولتين تلاتة برضه بيشاوروا عقلهم في الموضوع ده اليومين دول. وعود بتتردد زي "لم أكن أنتوي" بيقولها كل السياسيين وبعدين كله بيترشح وبياخد كرسي الحكم، و جمل خالدة بتتردد زي "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصرياً". أعتقد الكدبة مفسرة نفسها مش محتاجة كلام كتير وشعارات وهتافات بتتردد زي "تعيش مصر حرة مستقلة"، المشكلة مش في وصفها بأنها "حرة" و لا في إنها "مستقلة" لكن هل هي لسه عايشة فعلاً؟

تعددت الأكاذيب والهم واحد، تعددت الأيام والفكرة واحدة، تعددت الأعياد والخيبة واحدة، وكل كدبة إبريل وانتوا طيبين .

غادة عبد العال
"هذه المدونة باللغة العامية"

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى