هند الإرياني: "انتي ليه بتضلك مبسوطه؟"

أنا لا الوم زميلتي، كلنا تعرضنا لغسيل مخ، خلونا نرجع ورا شويه في طفولتنا-كعرب بشكل عام- مثلاً في حالتي أنا في أيام الطفولة كان لدينا قناة تلفزيونية واحدة فقط وهي القناة الرسمية اليمنية، في وقتها كانت برامج الأطفال تبدأ بعد صلاة المغرب، وفي خلال انتظارنا لبرامج الأطفال كنا نتعرض لغسيل مخ، في تلك الفتره كانت الأناشيد كلها عن الجهاد في البوسنه والهرسك، طفلة مثلي تنتظر الكارتون وتضطر لسماع أنشوده عن القتل والدماء والتحريض على الذهاب للقتال، بعد ذلك يأتي كارتون الأطفال المليء بالحزن عن فتاة يتيمة تتعذب، أو طفل يبحث عن والدته.

كلها قصص حزينه لا أدرى الى الآن لماذا كانوا يخربون حياة الأطفال بهذه القصص، والأناشيد التي نحفظها في المدرسة تتحدث عن الموت وتمني الموت! حتى المسلسلات التي كان يتابعها الأهل كلها درامية مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع، الجيل هذا الذي تربي على الكآبه انظر حولك ستراهم، متشائمين مكتئبين، طوال الوقت ينتقدون الأوضاع واذا جاء شخص سعيد ومتفائل- مثلي مثلاً- يبدأو ييشوفوه بريبه ويعتقدوا إنه عايش في قصر وأموره ميه ميه والا ايش اللي يخليه يكون سعيد؟

حتى السعيد يخاف يبين بأنه سعيد، يخاف من الحسد فيتذمر طوال الوقت الى أن فعلاً يخسر سعادته ويصبح تعيس مثل البقية. في احد المرات جربت وكتبت تساؤل في الفيسبوك ماهي الأشياء السعيده في حياتك، وكانت الإجابات محبطه، مافيش شي سعيد في حياتي،حياتنا زي الزفت.. الخ. طيب يا أخي شوف نفسك بتآكل بتستخدم كمبيوتر، صحتك كويسه، مش هذه اشياء تستحق الشعور بالسعادة؟ أرجع وأعيد مره ثانية بأن الشعور بالإحباط يجلب كل الظروف التي تساعد على التعاسه. جربت لما تتذمر تلاقي أمورك تتعقد أكثر وكل شيء يخرب وانت مش فاهم السبب ليش؟

السبب لإنك مخك مثل الراديو وإنت مشغلها على موجة قناة الدراما، يعني الآن مخك مشغل أغنية مسلسل ليالي الحلمية الشهير" ليه يازمان مسبتناش أبرياء"غير الموجه وحولها لأغنية" الدنيا حلوه" وقولي بعدين النتيجة.