أي مواطن في أي دولة عربية شقيقة بل في أي دولة أجنبية شقيقة لو مر أمام التليفزيون اللي كان بالصدفة بيذيع تقرير إخباري عن انتخابات بتقام في أي مكان في العالم.. وارد جدا إنه ما يقدرش يحدد مكان الانتخابات دي بالظبط بدون ما ينتبه و يسمع قاريء التقرير بتركيز .. إلا إذا كانت الانتخابات دي بتقام في مصر..
مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.
فيس بوك اضغط هنا
ساعتها مش هيبقى محتاج غير نظرة واحدة ع الشاشة عشان يعرف في لحظات إن الانتخابات دي بتدور في مصر .. أول المظاهر المميزة للانتخابات المصرية هي طبعا الحس الفني العالي للمصوتين المصريين ..
فبينما انتخابات العالم كله بتتمحور أساسا حوالين هدف سياسي .. إلا إن الانتخابات المصرية في الغالب بتتمحور حوالين هدف فني وهو إطلاع العالم على أحدث الحركات التعبيرية في مجال الرقص الشرقي قدام اللجان .. تاني الحاجات المميزة للانتخابات المصرية هي إنها دايما بيبقى ليهاtheme song
كل انتخابات أو استفتاء لازم يتعمله أغنية جديد و هي تقريبا الحاجة الوحيدة اللي مخلية ماكينة صناعة الأغاني لسه شغالة في البلد اللي توقف الشباب فيها ال٣ سنين اللي فاتوا عن سماع أغاني الحب والهجر لعدم وجود وقت لأي حاجة تانية نعملها في حياتنا غير الطلوع من لجنة انتخابات والدخول للجنة انتخابات ..
تالت الظواهر المميزة هي المرأة المصرية .. طوابير اللجان الطويلة دايما من نصيب النساء اللي بيبقوا دايما أكثر حماسا للتصويت من الرجال ومع ذلك بيتم تجاهلهم تماما بعد الانتخابات ولا يتم الالتفات لقضاياهم ومطالبهم حتى مع المجهود الشاق اللي بيعملوه في التصويت داخل اللجان .. ده طبعا غير المجهود الأشق خارجها ..
الظاهرة الرابعة هي ظاهرة تصوير الأصابع الملغمطة بالخبر السري .. إيه الجميل قوي في شكل صباع ملحوس بلون الدم أو بلون الزفت .. دي حاجة لا يفهمها ولا يتذوقها إلا المصريين ..
الإبداع وقت إبطال الصوت هو الظاهرة الخامسة .. المصري ما يبطلش صوته عادي كده .. لازم يبطله بإفيه حراق ويصور بطاقته الانتخابية وينشر إبداعه وفي هذا الفرع من الإبداع يتنافس المتنافسون ..
في الانتخابات الأخيرة كان شكر عدلي منصور على ولايته المنتهية وتهنئة ريال مدريد بفوزه بكاس أوروبا والمباركة لإيما طومسون بطلة هاري بوتر على تخرجها من الجامعة والناس اللي بتنادي على الصعيدي وابن عمه البورسعيدي هي سيدة الموقف في البطاقات الباطلة ..
من الظواهر المصرية الخالصة برضه سيطرة كبار السن على طوابير الانتخابات .. الناخبين اللي بتتراوح أعمارهم بين ال٧٠ و ال١٢٠ طبعا لازم يصوتوا عشان مستقبلهم مافيش كلام ..
والخناقات المشتعلة في كل بيت بين كل أب و ابنه اللي بيترتب عليها قطع المصروف أو الحبس في البيت أو الحرمان من الميراث فقط لأن الإبن ماسمعش كلام أبوه وصوت زي ما الأب طلب منه يصوت .. دي برضه علامة من علامات الانتخابات المصرية الخالصة ..
حيادية الإعلام اللي تعتبر المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي .. تحفيز المنتخبين بمنحهم هدايا فورية من زيت وسكر ولمض موفرة ..
تهديد الممتنعين عن التصويت بالغرامة وبالحبس وبتحويل الأوراق للمفتي .. برضه ظواهر مصرية بتروح وتيجي بس لا يمكن تختفي من خريطة أوقات الانتخابات ..
أما الظاهرة اللي كانت اختفت واللي كنا بنتمنى إنها ما ترجعش واللي شكلها مطولة معانا في المستقبل شويتين حلوين، فهي ظاهرة النتيجة المعروفة .. اللي على الرغم من إنها معروفة لازم تعمل ان انت متفاجيء أول ما تسمعها والنتيجة تبان ..
دي بأه الظاهرة اللي اتربينا عليها منذ نعومة أظافرنا وشكلها هتصاحبنا لحد ما تقع أسناننا .. ربنا يدينا ويديكم طولة العمر إن شاء الله ! ..
غادة عبد العال
*المدونة باللغة العامية*