هم بعض من الناس ... يتنفسون الهواء..و يشربون الماء, يولدون مثل كل المخلوقات و يوما ما سيصبحون غبارا عندما سيموتون ..ولكنهم يعتقدون .. أنهم الأفضل والأنقى والأجدر والأحق, لأنهم أصل الحياة, بداية المكان والزمان.. مع أن منهم من هو/هي عملياً طارىء حتى على الحياة نفسها...
إعلان
مشكلة رعبهم أنهم لا يحتملون الاختلاف فيمرضون بالخوف والعنصرية حتى يصبح الآخر عندهم شيئا قابلا للتهميش, لسلبه حقه, للتنكيل به أو لقتله.
مرعوبون بدواخل هشة.. أوهن من بيت العنكبوت, يخافون من الآخر وعندهم أسبابهم بالتأكيد, فالآخر أنثى أضعف وأنقص، والآخر قد يكونُ إنساناً أفقرُ مالاً أو نسباً أو من أصول مختلفة أو من دين آخر أو حتى طائفة أخرى !
تارةً يخافون على ما يدّعون انها هُويتهم وإن سُئلوا اختصروها بالفاشية عفواً (الوطنية) وهم وحدهم يملكون هذا السر المقدس...
وكأن الهوية شيء واحد ومكوِّن واحد! أو أنها جينٌ تَرثُه من أسلافك! وكأن للهوية كيان ثابت لا يتغير, له مكونات فيزيائية قد تتعرض للتلف اذا تعرضت للشمس او للهواء أو البلل !
أذكر أني قرأت معلومةً" أن الهواء يحمل في نسبة كبيرة منه ذرات بقايا البشر", ترى هل يعرفون هؤلاء أين سينتهون في يوم من الأيام في رحلة الرياح حول الكوكب!
قد يضايقون أنف إنسان أو حيوان فيعطس الهواء الذي حمل ذراتهم القلقة!
تجدهم تارة اخرى يخافون على اختلال عددهم على اعتبار أن الاخر وحش مفترس سيأكلهم عن بكرة أبيهم أو أنه داء الطاعون الذي سيفتك بهم و يقضي على ذريتهم النقية !
منهم من تتعالى اصواتهم نحو السماء خوفا على رزقهم من الذي قد يخطف فرصتهم الذهبية بينما هم في الحقيقة جالسون ينتظرون فتات الريع ليصلح حالهم المثقوب !
يرأسُ هؤلاء ثلة من أصحاب النفوذ والمنتفعين حولهم, الذين لا يعنيهم بالضرورة نوعٌ, لونٌ, عرقٌ أو دين ...
بل تعنيهم مكتسباتهم السياسية أحيانا والاقتصادية معظم الأحيان جيوبهم, حساباتهم والقوة التي يسيطرون بها على الناس فيزرعون أفكار الخوف والرعب من الآخر عبر التعليم و الأعلام يسلطونهم على بعضهم البعض ... درس علمونا إياه ونحن في الابتدائية عن أساليب الأستعمار ..
( فرِّق تَسُد) لا أعلم إن كنتم تذكرونه؟
ولكن بالتأكيد أنكم إذا نظرتم حولكم وفكرتم بما حصل و يحصل ستذكرون درس( أُكلتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض ) ...
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك