مدونة اليوم

غادة عبد العال: "رمضان المقاوح"

نشرت في:

منذ قيام ثور ة يناير المجيدة ودخول مصر في حزمة بلاد الربيع العربي الذي كان، والواحد بأه حساس قوي لأي لحظة سعادة، في بلاد أصبحت لحظات السعادة تولد فيها مبتسرة، ضعيفة بتتلفت حواليها في حذر خوفا من إن القضا يؤدها ويهيل عليها التراب بخبر سياسي هنا والا هناك، وحتى لما بتعيش بتعيش قصيرة محاطة بالشك، كل اللي حواليها مستنيين ومتوقعين اللحظة اللي تموت فيها.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 حفلات الزفاف بقت بتتعمل سرقة بين أخبار المناوشات، مواسم المظاهرات وساعات قطع الكهربا، أعياد الميلاد بقت بتختلس اختلاسا في ظل حالة من الانفلات الأمني اللي خلت ناس كتير تفضل تبطل تحتفل وتكتفي بالذهاب من البيت للشغل ومن الشغل للبيت.

 

مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.

فيس بوك اضغط هنا

ميلاد طفل جديد بيخلي اللي حواليه يبصوله بأسى، يا ترى يا ابني هتعمل إيه في الدنيا اللي جبناك فيها غصب دي؟  
 
لكن بين كل لحظات السعادة المسروقة دي تظل سعادتنا بقدوم شهر رمضان شيئ مختلف، رمضان الي اتضحلنا إنه مش بس بيوصف إنه شهر كريم أو رحيم، لأ كمان شهر مقاوح، بيقاوح باستماتة خلال ال٤ سنين اللي فاتوا عشان يفضل زي ما هو في أذهاننا ويوصل لنا جرعة البهجة والسعادة وراحة البال كاملة غير منقوصة.
 
في السنة الأولى قاوم بشراسة البلطجة وانعدام الأمن، في السنة التانية كان بيقاوم نقص البنزين والكهربا وحالة الانقسام والتشرذم اللي في البلد زي البطل.
 
في السنة التالتة وقف زي الجبل في مواجهة جماعة خرجت من الحكم كأسد جريح بتهدد بالويل والثبور.
والسنة دي أهو بيقاوح حاضر ملتبس ومستقبل غير معلوم وانفجارات بدائية وبشاير مصادمات.
 
لكنه في كل مرة كان بيقاوح مقاوحة الأبطال وكنا بنحس بيه هدنة في وسط كل الغم اللي حوالينا ولا يزال، بيملا سما شوارعنا بالزينة الملونة، وبيفتح ألف مصحف ومصحف بين أيادي الناس حتى في المترو وحضن الأتوبيسات،
 
وبيطيب خاطر مساجد بتفضل فاضية من المصليين طول السنة ويوهبهم صفوف وصفوف مالهاش أول ولا آخر، وبيفجر أنهار خير من أيادي محتاجة لأيادي أكثر حاجة فقط عشان خاطر عيونه وعيون كرمه ورحماته.
 
وبعيدا عن هامش من الظلم بيتمثل في وقوفنا كستات في المطابخ في عز الحر بينما رجالنا الأشداء نايمين في الحجرات المكيفة أو قاعدين قدام شاشات التليفزيون بيتفرجوا على جمال البرازيليات،
 
 لكن رمضان السنة دي برضه ما خلفش وعده ولسه بيوعدنا بليالي من البهجة والسعادة رغم كل الصعاب.  
 
غادة عبد العال
المدونة باللغة العامية
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى