مدونة اليوم

جمانة حداد: "الحق ليس على الكومبيوتر"

نشرت في:

كلما ابحرتُ في شبكة الانترنت ورأيت ما يتوافر فيها مما هب ودب، وتعرضتُ لما يتعرض له الجميع عليها من تحرشات وانتهاكات، خطر على بالي السؤال الآتي: كيف نحمي أولادنا ممن يتسلل إليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ كيف نمنع عنهم خطراً داهماً، من شأنه أن يجعلهم لقمة سائغة في أفواه المرضى الجنسيين؟

مونت كارلو الدولية
إعلان

شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".

فيس بوك اضغط هنا

تويتر اضغط هنا

الإحصاءات والاستطلاعات تفيد بأن هذه المواقع لا تحمي القاصرين بما فيه الكفاية، إذ من السهل أن يتعرضوا للتحرش من جانب بالغين بهويات مستعارة، خصوصا بعدما انتشرت موضة نشر الصور الشخصية على الشبكات الاجتماعية كفايسبوك وتويتر وانستاغرام.

بصرف النظر عما يجب أن تقوم به المواقع، وعما يمكن أن تتولاّه الحكومات المعنية من خلال استحداث ادوات توعية تربوية ملائمة، هذا الأمر يحتّم على الأهل البحث عن السبل الآيلة الى تمكين الحماية وترسيخها، بحيث تقف سداً منيعاً في وجه كل اعتداء محتمل. إن مسؤولية هائلة تقع على عاتق البالغين، المعنيين مباشرة بالسهر على مصير أطفالهم. فمثلما يتولى هؤلاء الإشراف على صحة أولادهم الجسدية، وعلى إطعامهم الطعام الصحي، وعلى تربيتهم، وتعليمهم، وتثقيفهم، عليهم أن يتولوا هذه الوظيفة القاضية بالإشراف التربوي المباشر على مسألة التواصل الاجتماعي.

أقول هذا كأمٍ قرأت قصصا تقشعر لها الأبدان عن استغلال براءة الأطفال على الانترنت، في زمن تجول الذئاب بحرية في العالم الرقمي، بلا رادع قانوني ولا أخلاقي.

قد يجد بعض الأولاد أن هذا الإشراف يشكل انتهاكاً لخصوصياتهم. وهم على حق. لذلك المطلوب التوعية والإرشاد، لا التجسس الذي من شأنه أن يؤدي الى نتيجة معاكسة.
ولنتذكر أن الحق ليس على الكومبيوتر، بل على من يعتبره بديلاً من الأم أو الأب.

جمانة حداد

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى