غالباً ما أجدني أتساءل: لو كنتُ ولدتُ في السويد، أو في النروج، كم كانت لتكون حياتي مختلفة عما هي عليه الآن؟ بل كم كنتُ أنا لأكون امرأة مختلفة؟
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
ماذا يعني أن يعيش المرء من دون أن يفكّر بانقطاع الكهرباء مثلاً؟ أو بشحّ المياه؟ أو باحتمال أن تنفجر قربه سيارة مفخخة كلما خرج من المنزل؟ أو بالأطفال الذين يموتون يوميا في سوريا أو فلسطين أو العراق؟ أو بكيفية تسديد أقساط المدرسة؟ أو بصعوبة الحصول على تأشيرة سفر؟ أو بالبطالة التي تنتظر أولاده عند التخرج؟ أو بسبل الذل التي هي على ما يبدو قدر من يولد في هذه البقعة الملعونة؟
أعرف تماماً ماذا يقال عن أنه "لا يوجد إنسانٌ مرتاح في المطلق". لكن الراحة درجات، وثمة منها حد أدنى ينبغي أن يكون حقاً مكتسبا لجميع البشر. أفلا يستحق الإنسان في منطقتنا هذا الحد الأدنى؟ ألا يكفيه، هذا الإنسان، أزمة أن يكون على قيد الحياة، حتى يُبلى بأزمات أخرى أكبر منه ومن إرادته، فيشعر أنه محض حشرة مسحوقة تحت الأقدام؟
أعرف أيضاً ما يحكى عن أن ارتفاع معدل الرفاهية يؤدي بالناس إلى اليأس، وأن أهل البلدان التي تحترم مواطنيها يقدمون أكثر من غيرهم على الانتحار بسبب انعدام أسباب القلق. لكني مقتنعة صراحة أن هذا الكلام محاولة تغطية فاشلة من المرفّهين، كي لا نحسدهم أو نصيبهم بالعين.
أما إذا كانوا ينتحرون فعلاً من قلة الهموم، فأقترح عليهم حلاً بسيطاً: أن نتبادل البلدان نحن وإياهم. هم يأتون إلى هنا لنيل قسطهم من سمّ البدن المنشود، ونحن نذهب إلى هناك لننال نصيبنا من الراحة المستحقة.
فما رأيكم أيها المطمئنون البال؟ هل نحزم الحقائب؟
جمانة حداد
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك