يا فرحة ما تمت، بعد أن كتبت المقالة العرمرمية المتفائلة، حدث المحظور في الشرق الأوسط للأمراض العقلية وضربت إسرائيل المجرمة غزة كالعادة، واكتأبت مثل العديد منكم.
يبدو أن السعادة لن تزور هذه المنطقة المنكوبة منذ أكثر من ستين عاما في فترة حياتنا... غزة والقصف والقهر والظلم رباعية متلازمة ... والعرب والتخاذل والخيانة والذل رباعية متلازمة وتقابل الأخرى في كل مرة تقصف غزة بموقف أقذر من الذي قبله..
بجملة (غزة مكان فيه بشرٌ كثير بأوضاع كارثية) هذا كان عندما زرتها في 2001 وأمضيت فيها يومين وليلة... بالتأكيد الوضع لم يتحسن منذ ذلك الوقت ففي مكان مثل غزة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، كيف لأكبر سجن في العالم أن تصبح فيه الحياة وسجانيه من الإسرائيليين والأخوة العرب يحاصرونه ثم ينقضون عليه ومن فيه بالقصف والثبور كل سنتين أو أقل.
كيف لأحوال آدمية أن تتحسن تحت حصار مستمر منذ 2007 من كل حدب وصوب، حصارً يغلق المعابر أمام الناس والبضائع والخدمات ويقطع إمدادات الوقود و الكهرباء!
في الأيام السابقة فقط وإذا استبعدنا السابق من الزمن بالإضافة إلى ما نتقنه في فن الدعاء اليومي في الصلوات وقبل الأكل وبعده، أتخيل لو أن الله قرر أن يستجيب لنا معشر المدافعين بالدعوات لكان الصهاينة أصبحوا عاداً وثمود ولما بقي لهم ذكر في الوجود !
ولكن للأمانة هذه هي حالنا منذ بدأت أفهم نشرة أخبار الساعة الثامنة على التلفزيون الأردني، حيث لم يكن هناك تحليل وسياسيين متقاعدين أو على رأس عملهم يبيعون وقتهم بمليء رؤوس الناس بترهات وعصبيات حسب انتماءاتهم المعلنة حينا والمخفية أحياناً..
هذه حالنا ندعوا، نغضب ونصرخ، قد نتظاهر أو نتجمهر، الأكيد أن حكوماتنا ستستنكر وبعدين ... حسبي الله ونعم الوكيل و لا حول ولا قوة إلا بالله وكل من بدار أهله ويادار ما دخلك شر..
أيام عصيبة تمر بثقل الجبال ولا أي شيء في هذه الدنيا وما قبلها وما بعدها يبرر أشلاء كل هؤلاء الصغار التي تبعثرت أمام عيوننا..
ولا كل الأدعية بأي طريقة ستغير الحال ... حال أناس قبلوا أن يحكمهم تجار الدين والسياسة باعوهم وقبضوا ثمنهم سلطة ومال ويبقى على ما هو الحال .
تعقيبا على المقالة السابقة المتفائلة ... السعادة أن يكون لديك حق في الحياة أولا...
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك