قد يحسبها البعض رومانسية أو مثالية أو مشروع طموح لا يقترب من الواقعية، نظرا لما نعيشه في هذا العالم المكلوم المليء بالظلم والحروب!
ولأن التغيير كان دائما مشروع حياتي أزعم أنني عندما قررت أن أعمل مع ومن أجل الأطفال من خلال الإعلام، أزعم أني وجدت "الشرخ في الجدار" أو حسب المصطلح الذي لم نخترعه على بديهيته The crack in the wall.
لا داعي أن يسبق أسمك لقب، لا داعي أن تكون مخترعاً فذاً، يكفي أن تكون أنسانا مؤمنا بقدرة الناس على التغيير والتطوير إذا سنحت لهم فرصة التعليم والتعلم وإذا تحرروا وتعرضوا لتجارب معرفية أفضل ممن سبقوهم.
وهنا أسرد عليكم وأشارككم حكاية رسالة وصلتني عبر صفحتي في الفيسبوك من غزة في أواخر أيام العدوان. ليس تباهياً وتماهياً بل فخراً واعتزازاً وتأكيداً أن كل شخص منا يستطيع أن يكون أداة التغيير والتأثير بمن حوله وأن التأثير الايجابي ونقله للأجيال القادمة هو ما نحتاجه لنصلح الحال في منطقتنا.
الرسالة من صبية اسمها علا، وللاسم علاقة بالمسمى كما تعلمون. تقول علا:
"مرحبا! أنا اسمي علا من غزة. أنا مش عارفة ازا راح تشوفي رسالتي أو ﻻء، بس اللى بدي احكيه ان طفولتي يعني انتي كنت احبك كنت واحفظ اغنياتك وارددها دايما وقت الفرح كان وقتي الخاص الجميل كل ما بدي اتزكر طفولتى وزمان بتكون حاضرة بقوة وجمال.. نحنا هلأ حرب والموت في كل مكان وقت ما يكون الانسان حاسس بالضغط وعدم المساعدة بيلجأ لاشياء تحسسه بالأمان. دورت عليكي ع اليوتيوب ولقيتك ما تتخيلي كيف صرت انط وقت ما لقيتك هبت معك ريحة امى الله يرحمها وطفولتى وكل اشي جميل انا بتمنى انك تشوفي رسالتي مو لتردي بس لحتى تعرفي انك كنت فرح وبسمة في حياة حدا وهالحدا قرر يسعد الأطفال متلك أنا معي ماجستير صحة نفسية وبعالج الأطفال المحتاجين مساعدة نفسية وبكتب كمان قصص قصيرة الهم وبسجلها بصوتي بتمنى أكون متلك بيوم وان يكون في حد يتزكرني بحب متل ما دايما بتزكرك بحب وببتسم.. جميلة أنت الله يحميك".
مع كل رسائل المحبة والوفاء التي وصلتني وتصلني من صبايا وشباب رائعين في كل مرة يزداد إيماني أن الشرخ الذي وجدته في الجدار، جدار التجهيل والابتذال، اللامبالاة، الظلم والإهمال الذي أراد القائمون على الإعلام أن يبنوه حول عقول الناس، ذلك الشرخ الصغير "برامج الأطفال" حيث لم ينظر أحد في ذلك الوقت أوصل بعضاً من نور التغيير للصغار الذين كبروا ويريدون أن يصبحوا هم أنفسهم أدوات التغيير للأفضل.
تحية لعلا وتحية لغزة وتحية لكل من يريد أن يعمل من أجل مستقبل أفضل يستحقه كل إنسان.
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك