مدونة اليوم

عروب صبح:"عالمٌ موازي"

نشرت في:

عالمٌ يكاد يُطابق في الزمان والمكان عالمنا .. يعيش فيه بشرٌ لا يختلفون بالشكل عنا، بل هم منا وفينا ويحملون أسماء تشبه أسماءنا ...الفرق أنهم يعيشون في عالمهم، عالم الكذب ...

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

 

الكذّابون ... وهذا لقبهم، هم بشرٌ بالشكل عاديون ليس لهم كأبليس قرون ولكن يتمتعون بصفة خسيسة وهي أنهم كاذبون، يلونون حديثهم بألوان تناسب كذبهم والمواقف التي يوضعون فيها ثم يلفقون ويدّعون أن كذبهم له علاقة بالمشاعر الطيبة، فهم يكذبون ليخفوا حقيقة مزعجة على من يحبون!!! مع أنهم هم من اقترفوا الإساءة وما قبلها وما بعدها وما بينها عن قصد وهم يعلمون..
 
الكذّابون والكذّابات على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية، يخرجون ويدخلون الى عالمهم بسهولة ويسر، وعندهم ولديهم كل المبررات والأسباب التي تقنعهم أنه يحق لهم أن ينافقوا أو يكذبوا ويخترعوا قصصا وأحداثا وهمية..إما لأنهم يعتقدون أنها تمنع عقابا يستحقونه، أو لأنها تعلي من شأنهم لدى شخص أو مجموعة..
 
وهذا العالم غير مرئي الا لأصحابه ولا يخضع لرقيبٍ ولا حسيب, فيه الضمائر ميتة أو على وشك وفيه درجات لها علاقة بدرجة الكذّاب أو الكذاّبة الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية وطبعا و كثير من الأحيان السياسية, كما أن الدرجات والمستويات تخضع فيه لعدد المرات والمواقف التي يكذب فيها الشخص في اليوم الواحد أو أحيانا الدقيقة الواحدة ..يدخلون و يخرجون منه دون جوازات سفر حتى يخطىء أحدهم وينكشف فيحمل لقبه/ا وعندها فقط يصبح تحركه/ا بين العالمين صعبا بين من عُرف بينهم.
 
ومع أنه غير مرئي و بعيد عن الحقيقة والواقع، إلا أنه يؤثر علينا وعلى عالمنا لأن أصحابه يعيشون معنا و بيننا و هناك بنفس الوقت والتوقيت وهم بيننا أهل أحيانا ومعارف أحيانا أخرى وهم أيضاً مسؤولون وأشخاص نتبادل المنفعة معهم !
 
عالمٌ مريض يُجمل لساكنه عمله ويعطيه كل الأسباب للاستمرار والتطور من كذاب/ة صغير/ة يحاول التنصل من مسؤولية بسيطة الى شخص قد لا يتورع عن اختلاق القصص لتغطية جريمة ضد فرد أو ضد الإنسانية ..
في عالمنا يجب أن نبذل قصارى جهدنا أن لا نمد ذلك العالم بالمزيد من الكذابين والمنافقين وذلك بأن نربي صغارنا أن الكذب أكبر الخطايا، وأن الكذب مهما طال حبله سينقطع لأنه عكس الحقيقة وأنه يخرب العلاقات والبيوت وأن الموسوم بالكذب كحفرة القذارة لا أحد يريد الاقتراب منها حتى لا تطاله رائحتها أو يتسخ حذاؤه ..
 
في عالمنا أعتقد أن علينا استعمال سلاح( التسمية على جدار العار) لكل كذّاب/ة وهو ليس لردعهم فقط وإنما لحماية الناس منهم ومن تأثيرهم ..
 
عالم الكذب لن ينتهي، ولكنه بالتأكيد من الممكن تحجيمه بالتربية أولا وأخيراً..
                                                                                    
عروب صبح
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية