مدونة اليوم

عروب صبح :"الرواية الرسمية"

نشرت في:

تأتي عادة من أشخاص ذوي السلطة سواء في الدولة أو العائلة، حيث أنه من المفروض أن تؤخذ على محمل الجد إلا إذا !! وهنا أتذكر..

مونت كارلو الدولية
إعلان

في السبعينات وعندما كنت صغيرة أذهب مع والدي الى الشمال حيث مدينتنا وبيت جدي..

 كانت الحكايات تقول أن ذهبا ودفائن تركها القدماء في أراضي السفوح والجبال والمغر (جمع مغارة) في أرب ...

 كان المسنون يجلسون كل يوم على المصاطب أمام بيوتهم وينسجون مغامراتهم في البحث عن الذهب العثماني والروماني والبيزنطي...كانت هذه الروايات الرسمية من كبار السن الذين كان الصغار يصدقونهم ويكملون البحث، بل أن البحث عن الكنوز المدفونة أصبح جزءا من الذاكرة الشعبية في الأردن خاصة في شماله....
 
وها نحن أمام الحكاية الأكبر منذ ذلك الوقت ..
ذهب هرقل، وما أدراك ما هرقل.. اسمه الكامل فلافيوس أغسطس هرقل ملك الملوك وقاهر الإمبراطورية الفارسية، إمبراطور الامبراطورية البيزنطية التي عاشت أكثر من أحد عشر قرنا ونصف من الزمان.
 
فجأة وعلى غفلة من الزمن طلعت القصة مثل الفتيش ( الألعاب النارية) في ليل هادىء، فبدأت مواقع التواصل تشتعل بروايات أهل منطقة عجلون من جهة، وبذلك الفيديو الذي لم يكترث له أحد من قبل سنه، والذي يقدّم فيه أحد صيادي الكنوز معلومات عن كنز وجد في الاْردن، ويضع من ضمنه صورا تشير الى حجم الكنز وقيمته التاريخية.
 
كل ذلك قبل ان يبدأ مسلسل التوضيحات الحكومية التي زادت الغموض غموضاً فجاءت على التوالي 
1-انهيارات ارضيه حيث لم تصمد هذه الرواية أمام صور المنطقة التي ملأت مواقع الانترنت وشهادات السكان التي أفادت أن لا انهيارات في المنطقة التي يسكنونها..
 
2-تركيب كوابل عسكريه، وهنا أيضا رواية لم تصمد بضع أيام أمام جموع سكان المنطقة الذين انطلقوا للحفر، وبعض النواب الذين وجدوا قصَة دسمة يردوا بها على ما حصل معهم برد قانون رواتبهم التقاعدية، وليكسبوا موقفا بوقوفهم بجانب الرواية الشعبية حتى حصل ولأول مرة أن يخرج الجيش ليصرح بالقصة الثالثة....
 
3-فك اجهزة تجسس اسرائيليه وهنا اشتعل التايملاين مرة أخرى ب #ذهب_عجلون
!! فمتى وصل الجيش الاسرائيلي لتلك المنطقة أصلا ليزرع فيها اجهزة تنصت (التي لم تعد تعمل الآن) -ايضا حسب الرواية الرسمية! 
 
أذكر وأنا صغيرة كانت جدتي أم حسيب رحمها الله تحدثنا عن جرار الذهب التي كانت لجدي، ولم يعرف مصيرها أحد عندما توفي فجأة وكان كما روت قد دفنها في مكان ما !!!
 
كنا في البدايات نصدق النبرة الحزينة في صوت الجدة العجوز، إلا انه ومع الوقت كنّا نستمع لسرد نفس الحكايا مجاملة...
 
ووجدتني بعد ذلك أحب قصص المغامرات والقراصنة والذهب المفقود في الشمال الذي لا يجده أحد سوى أبو فلان الذي بانت عليه معالم العز..
عروب صبح

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى