تحتاج لصبر أيوب على ما يحصل حولك وتراه عينك ويدركه عقلك، لتبقى على حافة ما يدعى انسانية على اعتبار انها صفة نبيلة.
إعلان
قد تحتاج لخيال ج.ك رولنج لتستطيع تخيل عوالم بأبعاد مختلفة تعكس الحقيقة المجنونة لما يجري حولنا، وبعدها تقنع نفسك أن الخير سينتصر بعد بضع أجزاء من فلم فانتازيا الرعب والمفاجآت الذي نعيشه يوميا..
ثم تقرر أن تصفن لبضع دقائق لتحاول فهم أن يأتيك خبر مثل خبر تفجير شخص نفسه في مدرسة للأطفال في حمص !
#مجزرة_مدرسة_عكرمة
لمن يستطيع الإنسان أن يلجأ لفهم ما يحصل؟ أي نوع من العلم يستطيع أن يفسر كل ما يُمارَسُ في هذه المنطقة المجنونة المسماة الشرق الأوسط؟
ليس لأننا لم ندرس عن مجازر البشرية في حقب مختلفة أقربها ما تعرض له سكان شمال إفريقيا أيام الاستعمار الفرنسي والإيطالي، وليس حتى للتغاضي أن الحجّاج المبيد هو أحد شخصيات تاريخنا العربي القريب نسبياً.
ولكن في الالفية الثانية!
في زمن حقوق الانسان وما تبعه من حقوق للحيوان!
في زمن المراقبين الدوليين والمحاكم الدولية!
منتهى الظلم في زمن يدعي من يعيشون فيه أنهم يعملون من أجل منتهى العدل!
أي انفصام يعيشه الناس في هذا الوقت؟ يتناولون عشاءهم وهم يشاهدون قصف المدنيين في غزة، يلوحون برؤوسهم المتعبة من عمل يومهم الطويل..يكتبون جملة تضامن على مواقع التواصل الاجتماعي, ثم يحضنون صغارهم وينامون ملء الجفون...
وبينما قد لا ترتقي التصفية العرقية في بورما الى خبر مهم في غرف الأخبار، قد يحول العالم جل رحمته الاعلامية نحو دبة الباندا اذا وضعت مولودها قبل موعده!
وكما جرت العادة فالصغار في آخر سلم الأولويات وخبر عنهم لن يكون على شريط الأخبار العاجلة، حتى وإن تمزقت أجسادهم بفعل تفجير مجرم لنفسه على باب مدرستهم!
في حمص في سوريا..وعند باب المدرسة ...ستوّن إنساناً صغيراً لم ولن يعودوا لبيوتهم، ستون روحاً أُخِذت عُنوةً من أجسادٍ صغيرة كان جُلُ هَمِّها القفز وقطعة من الحلوى ..
ستونَ طفلا لن تفرحَ عيونُ أمهاتِهم بِرؤيتهم بعد ذلك اليوم المشؤوم في تاريخ من يسمون أنفسهم بشراً على هذه الكرة التعيسة..
تفطر قلبي وما زال على صور الصغار في غزة، إلا أن حواسي لم تتحمل ما جرى في مدرسة عكرمة بحمص!
لا شك أننا من أشقى حقب البشرية حتى نشهد البشر يقتلون صغارهم بهذه الطريقة البشعة المروعه عن سابق تخطيط و تدبير!
في مثل هذا الوقت ليت الوقت يقف... ليتوقف الظلم والقتل.
في مثل هذا الوقت على ما تبقى من بشر أن يعملوا على استعادة مفهوم الانسانية، أو أنه مجرد وقت وسيكون الجميع تحت حد سيف الجنون..
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك