هند الإرياني: "المثالية المدمره"

 

مثلاً في وضع بلدنا مؤخراً عندما أردنا اختيار أي مسؤول حكومي. البعض يبدأ في التفكير بمواصفات مثالية جداً..

وكل شخص يفكر بالمواصفات المثالية من وجهة نظره وفي النهاية يحدث خلاف بدل التوافق، مع أنهم لو كان كل واحد تنازل عن المواصفات هذه وأخذوا ما يمكن الاتفاق عليه، كان مشي الحال وربما مستقلاً يأتي هذا السوبر مان الذي حلموا فيه..

 

حالة أخرى اذا فكر شخص في أن يبدأ مشروع تنموي في اليمن، تبدأ الإحباطات لأن الشخص يفكر بمثالية، يريد أن تكون الحكومة مثالية..القوانين مثالية، فلا يبدأ أصلا في مشروعه وأحلامه للبناء، ولو إنه كان بدأ بالمتاح لكان تطور مع الوقت..

 

انا جربت في خلال حملات القات عندما بدأنا..كانوا في كل حمله يقولوا مالفائده لما تقومون به..مالفائده من يوم بلا قات وهم بيتعاطو القات كل يوم، مالفائده من وقفات امام البرلمان والبرلمان سيء..الى أن أصبح القانون مقترح دستوري..قالوا حتى لو أصبح في الدستور مالفائده والدستور لا يطبق..

 

طيب يا جماعة نحن نعمل بما نملكه حالياً وبعدين تدريجياً أشياء تتغير لا أحد يعرف كيف ستصبح اليمن مستقبلاً ..

أعلم أن الوضع حالياً سيء جداً وهذا لا يعني أن نفقد الأمل ونقول مالفائده من الحياة..المفترض أن نعيش بما نستطيع أن نملكه حالياً وهذا درس تعلمته من اللبنانيين..

 

اللبناني عادة، ليس كلهم ولكن معظمهم، في كل لحظه يختار أفضل ما يستطيع أن يعيشه ومع الوقت تتحسن حياة هذا الشخص للأفضل..

 

وتعلمت أيضاً من عمر سمره، أول مصري يصل لقمة جبل إيفرست، وهي أعلى قمة في العالم، كان يقول في إحدى محاضراته بأنه عندما يتسلق جبل لا يرى ارتفاع الجبل وصعوبة تسلقه، وإنما يرى الخطوات التي أمامه ..يقسم هدفه لأهداف صغيره وتدريجياً الى أن يصل الى القمه.

 

فلا تكن مثالي وتريد القمة من البداية، إبدأ بما تستطيع الآن وبالإصرار والاستمرارية صدقني القمه آتيه آتيه.هذا وعد من الكون.