السبت والأحد ويكاند في المغرب، خلافا للكثير من البلدان في منطقة ما يسمى بالعالم العربي. وسأفتح القوس بعجالة في موضوع "ما يسمى بالعالم العربي". تسميتنا للمنطقة بـ "العالم العربي" فيها نوع من الديكتاتورية وإقصاء باقي القوميات المنتمية للمنطقة من أمازيغ وأكراد وشركسيين وأشوريين وغيرهم.
في المغرب، هناك مكون ثقافي عربي، إسلامي، أمازيغي، إفريقي، يهودي، أندلسي، متوسطي وأكثر من ذلك، فكيف نختزل كل هذا في هوية عربية إسلامية فقط، ونلغي كل الباقي؟ لذلك، أفضل دائما أن أكون ممن يقولون: "ما يسمى بالعالم العربي".
كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.
فيس بوك اضغط هنا
لنعد الآن لموضوع الويكاند. يوم الجمعة المنصرم، آخرُ أيام العمل الأسبوعية، كان علي أن أنهي بعض التعاملات الإدارية. ولأن إدارتنا العزيزة تتميز بأشياء كثيرة لا تُعد الفعاليةُ ضمنَها، فقد كان علينا أن ننتظر طويلا قبل قضاء حاجتنا.
كان الوقت ظهرا. المرأة خلفي كانت تقول للموظف: "من فضلك، أسرع، فعَلَيّ أن أذهب للمسجد لأداء صلاة الجمعة".
بالنسبة لي، صلاتها أمر يخصها ولسنا مجبرين جميعا أن نعرف أنها تصلي.
بعد أن قالت ذلك عدة مرات، رد عليها الموظف: "وأنا؟ بدوري أتمنى أن أؤدي صلاة الجمعة في المسجد، لكني أحاول القيام بعملي وإطلاق سراح هؤلاء المواطنين".
استمرت السيدة في غضبها وهي تقول: "نحن بلد إسلامي وعلى الإدارات أن تقفل في وقت الصلاة".
مبدئيا، لهذه السيدة ولغيرها الحق الكامل في أداء صلاة الجمعة جماعة في المسجد.
الممارسة الدينية حق لا يناقش. لكن، لننتبه كيف أن هذه السيدة المحترمة التي تريد أن تقفل الإدارات أبوابها في وقت الصلاة، لا تتردد هي نفسها لقضاء أغراضها في وقت الصلاة.
سؤال: إذا كنت تحتجين على الإدارة التي تشتغل في وقت الصلاة، فأحرى بك وأنت تملكين الاختيار، أن لا تتخلفي عن الصلاة لأجل نفس الإدارة؟
أليس هذا أكثر منطقية... وأكثر احتراما لصلاتك؟
لكن هذا ليس تناقضنا الوحيد... دمتم بخير.
سناء العاجي