لست ممن يعتقدون بأن الربيع العربي حيلة غربية انطوت على سذجٍ من سكان بلاد العرب ليثوروا على أنظمتهم العادلة, الديمقراطية التي توفر لأفرادها كل ما يحلم به ولم يحققه سكان السويد والدنمارك بعد, ولكنني أعتقد بشدة بنظرية أنها كانت حركة حقيقية وطبيعية ضد الظلم والفقر والقهر, ضد أنظمة قمعية لم تترك وسيلة لتقتل كل فكر بعيدا عن فلكها الذي يسبح بحمد السيد والمعونة السنوية.
إعلان
الربيع العربي أو سموه ما تشاؤون كان رد فعل طبيعي لأجيال ولدت وتربت بدون أن يكون لديهم الفرصة بأن يحلموا بالمستقبل إذا لم يكونوا من مرتزقة الأنظمة...
أعتقد بشدة أكبر أنه قد تم الانقضاض عليها انقضاض الوحش على فريسته ليلتف أصحاب القوة المهيمنة على العالم والمنطقة على إرادة الحياة والكرامة لأناس يريدون أبسط حقوقهم في أن يكونوا قادرين على تحديد مصيرهم وأن يكون لهم الولاية على رزقهم وثرواتهم ...
مرة أخرى نجد أنفسنا نحن شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا المجنون نضرب رؤوسنا تارة ببعض وتارة بجدران مرئية أو وهمية , دينٌ وعنفٌ من جهة, واقتصاد منهك من جهة أخرى ...كل يرتدي بزته الدون كيشوتية ويصيح بوجه ذلك العملاق الذي لا يراه أحد سواه .... ويلك مني...
تمضي هذه الأيام مثقلة بجنون الأحداث فمن دسترة يهودية إسرائيل الى براءة مبارك يحس المرء أن هناك سقفاً بين السماء والأرض ينزل على رؤوسنا شيئا فشيئا حتى أصبح يغطي أفق الشمس والقمر بل مجرة درب التبانة , سقف اسمنتي ثقيل يقترب وتقترب المسافة ونحن ننحني أكثر, حتى وكأن كمية الهواء آخذة بالتناقص مما يجعل الناس تركض في كل اتجاه للنجاة أو بحثاً عن مفر,
أتخيلنا كحركة مكونات الذرّة وهي تتعرض للتسارع ... ثم وفي النهاية إن كان هناك نهاية ...نتيجتان لا ثالث لهما بووووم مدوية أو فسسسسسس برائحة نفّاذة ...
لكن ورغم كل شيء تعالوا نرى النور البعيد, فأهل القدس الفلسطينيين ما زالوا يدافعون عن مدينتهم, عن أقصاهم, كرامتهم وتاريخهم.. وبالأمس بعد المحاكمة في مصر نزل الناس ولو بعض الناس الى الميدان مرة أخرى, تعالوا نرفع أيدينا لندفع السقف الاسمنتي عن رؤوسنا عن رؤوس أطفالنا علّهم لا يعيشون تجاربنا,فالربيع في القلوب والأمل في هذا الوقت ليس ترفاً بل هو نقيض الموت المحتم..
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك