تِعرف إيه عن المنطق؟كان أرسطو أول من كتب عن المنطق كعلم يدرس القواعد والقوانين العامة للتفكير الإنساني الصحيح..أكاد أحس بأرسطو يتقلب في قبره لو أن هذا السؤال بإحداثياته المرحلية طرح عليه ليمنطق لنا ما يجري حولنا ...
إعلان
كيف من الممكن أن يُكال التعاطف والتضامن الانساني بمكيالين؟ وما معنى أن يكون الشخص أو النظام ديكتاداخلي وديموقراخارجي بنفس الوقت؟!
في يوم واحد هو نفس اليوم... يقتل الإرهاب بشراً في باريس و بشراً في اليمن فتقوم الدنيا ولا تقعد على أهل باريس السبع عشرة، ويكتفى بالاعلان عن مقتل ثلاثين شاباً معظمهم في مقتبل العمر كانوا يقفون في طابور ليقدموا على وظائف في كلية الشرطة في اليمن السعيد !!!
سبعة عشر بين صحافيين وشرطة تداعت لذكر حذافير قصتهم كل غرف أخبار الدنيا .. وثلاثين ذُكروا ببضع نشرات هنا وهناك بنفس اليوم فقط....
سبعة عشر قتلهم إرهاب يقولون أنه متدين .. كما الثلاثين قُتلوا كما أوضح الخبر لاختلاف المذاهب الدينية..
سبعة عشر صحافيون عاملون وأناس لهم عائلات تعتمد عليهم، والثلاثين أيضا شباب جامعيون يبحثون عن فرصة لإعالة أهلهم ...
بعض من السبع عشرة انتقدوا المعتقدات المقدسة للأديان السماوية تحت بند حرية التعبير.. أما الثلاثين فلم يكتب أحدهم ذلك اليوم أكثر من إسمه وبعض المعلومات على طلب الالتحاق بكلية الشرطة !
كيف نمنطق رد فعل العالم على جريمتين متشابهتين؟
فيما يقف مجلس الامن دقيقة صمت على مقتل الفرنسيين، لا يأتي على أي ذكرٍ لهؤلاء الذين قضوا بنفس اليوم في اليمن أو قبلهم في غزة والعراق..
لا شك بأن تحدي المنطق سيزداد تعقيداً بشكل سوريالي لاحقاً في مسيرة باريس لنبذ الإرهاب عندما يسارع للمشاركة من يجلدون ويسجنون مواطنيهم لتعبيرهم عن رأيهم، وسينقسم ظهر بعير المنطق عندما يجتمع قاتل الصحافيين والاطفال في غزة مع ممثل منظمة المقتولين وسجّانهم صفاً بصف لنبذ قتل الابرياء والدفاع عن حرية التعبير..
اليوم وبعد عدة أيام فيما نسي الناس ما حصل باليمن! ما زال الناس وغرف الأخبار مشغولين بشارلي إيبدو .. وفي هذه الاثناء قتل العشرات بتفجير في نيجيريا لم يفكر أحد حتى الآن بالخروج من أجلهم في مسيرة أو حتى كزدورة...
ما قولك يا سيد أرسطو؟
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك