صباح الأمل الذي نفقده أحيانا في هذه البقعة الجغرافية التي تخاف من الكلمة. تخاف من الاختلاف. تخاف من النقاش.
إعلان
الخبر اليوم يأتينا من موريتانيا. نهاية سنة 2014، حكم على محمد الشيخ ولد امخيطر بالإعدام رميا بالرصاص. لماذا؟ لأنه متهم بالإلحاد، بعد نشره لنص يقدم فيه قراءة لبعض الأحداث التاريخية المرتبطة بالرسالة المحمدية.
كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.
فيس بوك اضغط هنا
قرأت النص. وجدته جريئا قويا. قد نتفق معه أو لا. قد نجد فيه بعض النقائص والشوائب. قد لا نتفق معه. لكن، بين كل هذا وبين حكم بالإعدام، هناك سنوات ضوئية من العقل والرصانة والعدل، يبدو أننا تخطيناها.
ولد امخيطر لم يقتل ولم ينهب ولم يغتصب. لقد فكر وكتب. أن لا نتفق معه، هل يعطينا الحق في إعدامه؟
تتعبني المقارنات المستمرة بين جبننا وبين واقع آخر لا يبعد عنا كثيرا... جغرافيا. في الغرب، كل شيء موضوع نقاش: الإيمان، العقيدة، الحرية، الرسل... وهذا لا يمنع من وجود معابد ومساجد وكنائس وأشخاص متدينين. ونحن، يخيفنا النقاش وتخيفنا بوادره، فنعدمه من أساسه.
للإمام الغزالي جملة جميلة: "الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن. فالحرية النفسية والعقلية هي أساس الفضيلة؟". نقفل المزدوجتين، رغم أننا ما زلنا، في أغلبنا، مصرّين على فرض الإيمان والفضيلة، بل في الحقيقة فرض مظاهر الإيمان والتدين، لأن الأعماق تحتفظ في النهاية بما فيها.
بدل أن ندعم النقاش الحر، لكي تبني الناس قناعاتها على اقتناع حقيقي، نقتل النقاش من المهد... نحكم بالإعدام على كل من تجرأ وقرر أن يقول شيئا خارجا عن المتعارف عليه.
بقليل جدا من الأمل، أتمنى أن يعود بعض العقل للقضاء الموريتاني. محمد الشيخ ولد امخيطر اجتهد. إن أخطأ، فناقشوه. الإعدام ليس إلا جبنا...
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك