قرأت في إحدى الصحف عن رحلة تسمى بـ"وين مارس"، وهي رحلة ذهاب بلا عوده لكوكب المريخ. وبينت الصحيفة أن الدفعة الأولى من المسافرين ضمت 100 مسافر بينهم عربيان، أحدهما مصري والآخر عراقي. في حين أن هناك ستة أشخاص من السعودية تأجل ضم أسمائهم إلى الدفعتين الثانية والثالثة.
هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
يبدو أن الناس بدأت تترك كوكب الأرض ونحن انشغلنا بمواضيع تافهة وربما تنفجر الأرض بمن فيها. من يستطيع منكم أن يأخذ تذكرة ذهاب بلا عوده للمريخ فليبدأ الآن. وبينما هناك من يفكر بالذهاب إلى المريخ هناك من لازال ينقض نظرية دوران الأرض!
من يومين تقريباً كان هناك هاشتاج على تويتر باسم "داعية ينفي دوران الأرض. هذا الداعية يقدم براهين قوية، من وجهة نظره، تثبت بأن الأرض لا تدور، ومن ضمن هذه البراهين قوله لو كانت الأرض تدور لوصلت استراليا للشارقة. طبعا هذا الكلام المضحك كنت أعتقد بأن الشيخ لوحده من يؤمن به، ولكن تفاجأت بأن الكثير يصدق ذلك وأحدهم رد على اعتراضي بقوله "نعم الشيخ محق فلو كانت الأرض تدور لأصابنا الغثيان".
لا تملك وأنت تقرأ هذه الآراء إلا أن تضحك وتبكي على حال العرب، ماذا تتوقع من شعوب تبيت وتصحى وهي لا هم لها إلا الحروب والحديث عن شعر المرأة والذبح والقيام بحرق من يعارضها.
هناك فلسفة قالها لي أحد الأصدقاء تقول بأن الحياة انتهت منذ فترة والقيامة قامت والدول العربية هي النار. ضحكت على هذه الفلسفة ولكن في نفس الوقت هل ننكر أن العالم العربي يعيش حالياً في عذاب شبيه بجهنم؟ هذه الفلسفة صحيحة إلى حد بعيد، وهناك الكثير منا يحاول الهروب للجنة أي الهجرة إلى ارض من نسميهم بالكفار.
ومن أراضي الكفار الجميلة السويد، شيوخنا ساهموا في تشويه صورة هذه الدول وقالوا أن نسبة الانتحار مرتفعه في السويد ورأيت حساباً خاصاً للحكومة السويدية على تويتر يغرد بالعربي وينكر صحة هذا الكلام ويعطينا إحصائية تقول غير هذا. يحاول شيوخنا إقناعنا بأننا نعيش في نعيم والغرب يعيش في عذاب وينتحر بينما هناك من يفجر نفسه كل يوم باسم الإسلام ويسميها شهادة وهي انتحار.
نتمنى الهداية للوطن العربي ومن فيه وإلى أن يأتي هذا اليوم سنظل نسأل أنفسنا هل الأرض تدور أم نحن من توقفت عقولنا عن الدوران؟
هند الإرياني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك