مدونة اليوم

سناء العاجي: " في موضوع المساواة في الإرث"

نشرت في:

شاركت في نشاط ثقافي وفكري من تنظيم مؤسسة "التياترو" بتونس الخضراء حول موضوع المساواة في الإرث. النشاط كان عبارة عن ندوة فكرية ومسرحية تمت كتابتها بناء على شهادات حية لأشخاص عانوا من مشاكلَ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وعائليةٍ في تقسيم الإرث.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

 

الندوة تطرقت للجوانب القانونية والاقتصادية والدينية.

كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.

فيس بوك اضغط هنا

أولا، هناك تحولات اجتماعية واقتصادية مهمة تعرفها مجتمعاتنا، وتجعل المرأة فاعلا حقيقيا في التنمية الاقتصادية، خلافا لواقع اقتصادي عرفته المنطقة منذ حوالي 15 قرنا، كانت المرأة فيه يعيلها زوجها أو والدها. في المغرب مثلا، خمسُ الأسر تقريبا (18 في المائة) تنفق عليها امرأة فقط، وأغلبها أسر فقيرة تحتاج لإعالة تلك الأمِّ أو الزوجةِ أو الأختِ؛ ناهيك عن الأسر التي ينفق عليها الرجل والمرأة معا.
وبالتالي، فهذه التغيرات في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، تقتضي منا اجتهادات جديدة لملاءمة القانون وقراءة النص القرآني بشكل مختلف.
 
المرأة لا تساهم فقط في الإنتاج الاقتصادي وفي تحمل أعباء الأسرة، بل أنها تدفع ضرائبها كاملة ولا تدفع نصف ضريبة (الضريبة على الدخل، الضريبة على القيمة المضافة،...). فلماذا ترث النصف؟
 
هنا يطرح الجانب الديني، حيث يعتبر أغلب المعارضين الإشكالية مرتبطة بوجود نص قرآني صريح في الإرث.
 
أولا، هناك أيضا نصوص قرآنية حول العبيد، وحول قطع يد السارق، وحول رجم الزاني... لقد عطلنا العمل بهذه النصوص لأن المجتمع تغير. وعمر بن الخطاب في عهده عطل العمل بقطع يد السارق بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية آنذاك.
 
فلماذا لا نعترف بأن المجتمع تحول وأن هناك نصوصا تحتاج لقراءات جديدة ممكنة قدمها العديد من أساتذة الفقه الإسلامي ومنهم الباحثة نائلة سليني.
 
من جانب آخر، فإشكالية الإرث لا يواجهها النص القرآني نفسه، والذي يفتح الباب أمام قراءات جديدة ممكنة، بل بعض التأويلات الفقهية التي جعلناها مقدسةً، بينما هي قراءات بشرية مرتبطة ببيئتها وتحتمل المراجعة.
 
علينا أن نتوقف عن مواجهة موضوع المساواة في الإرث بالكفر. المجتمع يتحول، شئنا أم أبينا. حين ورّث الإسلام المرأة، كان ذلك لإنصافها لأنها في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، لم تكن ترث أصلا. لذلك، علينا أن نركز على ما جاء من أجله الإسلام، أي الإنصاف، وليس ما جاء به.
 
سناء العاجي

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية

شاهد الحلقات الأخرى