أعرف رجلاً إسمه كريم، لم ألتق بشخص أشد بخلاً منه في حياتي. كما أعرف امرأة اسمها نبيهة، ليس ابعد منها عن النباهة وسرعة البديهة.
دعوني لا أحدّثكم عن جارنا باسم الذي يظل مكشراً مكتئباً، "لا يضحك وجهه للرغيف السخن"، كما نقول هنا في لبنان. أما قريبتي وفاء، فموهبتها الطعن بالظهر، وأما أختها هناء، فلا يعجبها العجب، بل تمارس النقّ كأنه وظيفة تتلقى عليها معاشا شهرياً. ويا عيني على زوج هناء، الذي اسمه أسد من بعد إذنكم، لكنه يخاف حتى من البرغشة. وهكذا دواليك، أسماء ليست على مسمّى، لا من قريب ولا من بعيد، ويحملها أصحابها طوال حياتهم كأنها محض إشارة الى نقائصهم.
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
هذا، ولم أذكر بعد الأسماء التي تبدو وكأنها انتقام من جانب بعض الأهل، او مزحة ثقيلة. مثلا، صديقتي في المدرسة كان اسمها "كفى"، لأنها الفتاة رقم خمسة لوالدين كانا يشتهيان مولوداً ذكراً. وأحد زملائي في العمل كان اسمه الأول فاتح، واسم عائلته الغامق. وعندنا أيضا في لبنان أسماء عجيبة غريبة على غرار فايق رايق، وموسى كوسا، وفايد ضاهر، وهلم. كلما سمعت إسماً كهذا اتساءل: هل كان الوالدان يا ترى يتوهمان أنهما ظريفان عندما اختارا إسما كهذا، قد يصير نقمة في حياة طفلهما أو طفلتهما، خصوصاً ايام المدرسة حيث تسود ثقافة المسخرة؟
ثمة اشخاص يعمدون الى تغيير أسمائهم عندما يبلغون سن الرشد، لكن كثراً يتعايشون معها ومع الازعاج الذي تسببه لهم. فيا أيها الأهل الكرام، فكروا جيدا من فضلكم قبل تسمية أطفالكم، وتخيلوا كيف كانت لتكون حياتكم لو كان إسمكم، على غرار رفيقي من ايام الجامعة، دندش الدندشلي!
جمانة حداد