استفاقت تونس على وجع الغدر والقتل والإرهاب. أزيد من عشرين ضحية بينهم أجانب وتونسيون... لم يعودوا إلى بيوتهم، لأن مجرما قرر، ببرودة دم، أن حياتهم انتهت.
إعلان
الموت ليس مشكلة في حد ذاته. كلنا سنموت يوما... لكن الموت غدرا، بشعٌ فظيع. الغدر، سواء اقتنصنا أو اقتنص غيرنا، مؤلم، مخيف وفظيع... والأبشع أن يتم باسم الدين. أيَّ دين كان... أدونيس قالها يوما: "ليس هناك ما هو أكثر جحيمية من أن يقتل شخص شخصا آخر، لا لشيء إلا لكي يدخل الجنة".
كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.
فيس بوك اضغط هنا
لكن، لننتبه، الإرهابي ليس فقط ذلك الشخص الذي حمل السلاح وقتل بشكل مباشر ضحايا تونس أو ضحايا آخرين. الإرهابي هو كل من لا يندد بالجريمة، كل من يحاول أن يجد لها التبريرات، كل من يلتمس للإرهابيين الأعذار. وللأسف، بيننا منهم الكثير.
في قضية شارلي إيبدو، حاول البعض إيجاد تبريرات عبثية. "هم البادئون". "استهزؤوا بالإسلام"... وكأن ذلك يعطينا الحق في قتلهم. أليس الله وحدَه من يقرر متى ينهي حياتنا؟ أليس في تبرير القتل، قتلا آخر وإرهابا آخر؟ واليوم في باردو، كيف سيبرر هؤلاء القتل؟ كيف سنشرح لأهالي الضحايا مقتل من يحبون؟
التبرير، كيفما كانت أشكاله، إرهاب آخر. عدم التنديد إرهاب آخر. كيفما كان الضحايا. تونسيون، أجانب، مسلمون، سنة، شيعة، مسيحيون، ملحدون، بوذيون... الإنسان هو القيمة الأسمى... وإيجاد الأعذار هو قتل جديد نمارسه في حق الضحايا. وهو استسهال للقتل. وقد نقول يوما: "أُكلت يوم أكل الثور الأبيض". فالموت غدرا ليس بعيدا عنا.... وقد يلتهمنا في لحظة سهو.
اليوم تونس، وغدا قد تكون الرباط أو القاهرة أو مدريد أو دبي...
نجا البعض ولم ينج البعض الآخر... وغدا قد أكون أنا أو أنت...
كما كتب صديق تونسي: "جاؤوا من أجل ماضينا المجيد فقتلهم حاضرنا البائس". بئس الواقع...
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك