أظن انت متفق معايا إن مافيش وقت في السنة بنحتفي بيه زي الربيع، وأظن انت متفق معايا برضه إنه وقتيستحق الاحتفاء ويدعو للاحتفال، تفتح الزهور، رقة النسيم، زقزقة العصافير الوليدة في أعشاشها، الألوان اللي بتملا الكون بعد فصل شتاء رمادي طويل وإن قصر، بييجي الربيع بعد الشتا بروح جديدة ودعوة عاملة للسعادة وللحب.
عفوا دعوة للسعادة، وأستغفر الله العظيم ، أستغفر الله العظيم .. الحب، الحب في منطقتنا العربية لازم تستغفر ربنا كتير قبل ما ييجي ذكره على لسانك، إذ بينما يعتبر البعض الحب أهم شيء في الحياة وهدف بتسعى له البشرية كلها، وبيعتبر البعض الآخر الإعلان عن الحب لحظة تستحق الاحتفال، نؤمن نحن إن الحب ولحظاته والإعلان عنه والاعتراف بيه مسخرة وقلة أدب، تصل إلى مرتبة رجس من عمل الشيطان.
مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.
فيس بوك اضغط هنا
في تجربة مريت بيها أثناء ركوبي المواصلات العامة قريبا، حسيت للحظات إني وسط معركة من بتوع فيلم ٣٠٠، إذ فجأة عصفت بيا عاصفة من صرخات واعتراضات الركاب، يتخللها آيات قرآنية وأحاديث وشتايم إباحية جنبا ألى جنب ما تفهمش إزاي.
بعدها قام السواق بضرب دواسة الفرامل ضربة لزقتنا في الإزاز، ونزل السواق صارخا " سبارطااااه" .. لأ عفوا صرخ " لأااااه .. أنا ما يتعملش كده في عربيتي .. كله إلا كرامتي يا جدعااااان".
التفتت حواليا متوقعة هجوم من كائنات فضائية.. أو شبكة تجسس تم كشفها بين الركاب، إلى أن اكتشفت إن إن فيه ولد وبنت في الكرسي اللي ورا بيبصوا لبعض وبيضحكوا وأصابعهم متشابكة في إشارة حب واضحة.
وقبل ما تتشنج وتستنتج إن الركاب كانوا مدافعين عن الفضيلة ومن بيئة محافظة لا ترضى بأي تلامس بين ذكر وأنثى ولو حتى عن طريق أطراف الأصابع، أدعوك عشان تحضر أي حفلة تحرش بتتعرضلها أي بنت في أي وسيلة مواصلات واللي بيواجهها نفس الركاب ونفس السواق بالطناش المتناهي واللامبالاة التامة وأحيانا إلقاء اللوم على الضحية لو رفعت صوتها في اعتراض، المشكلة مش في التلامس، المشكلة إن فيه حد تجرأ وبيحب .
أزيدك من الشعر بيت .. من كام يوم وبمناسبة عيد الأم قامت أكتر من جريدة بتجربة بإنهم نقت بطريقة عشوائية مجموعة أشخاص وطلبت منهم يتصلوا بأمهاتهم بمناسبة عيد الأم ويقولولهم جملة مكونة من كلمتين " وحشتيني .. بحبك"، وجاءت النتايج باستغراب شديد من الأمهات وتساؤلات زي : “ إىه المناسبة ؟ .. و ..مالك يا بت؟ .. وانت هتموت يا واد والا إيه ؟" وهي ردود الأفعال اللي بتوحي بإن حتى كلمة باحبك لأمك كلمة غريبة بل ومستهجنة في أحيان كتيرة..
ترتبط كلمة حب في مجتمعاتنا التعيسة بكلمة رذيلة، أو بنعتبره مجرد مبرر لفعل جنسي يرتكبه مجموعة من الخطاة، وبننسى إننا مجتمعات في أمسّ الحاجة للحب، وإن عدم اعترافنا بحاجتنا الماسة ليه هو اللي ممشي كل واحد فينا في الشارع شايل طاجن سته ومستني أي حد يحتك بيه عشان يبخ في وشه شرار
الحب..
مش عيب يا جماعة وتاريخنا الاجتماعي بل والديني مليان بقصص حب عظيمة ما عطلتش ولا عابت ولا فضحت أطرافها بل دفعتهم لقدام، حب اللي حواليك واعترفلهم واعترف للعالم كله بحبهم، دور عالحب في أي مكان تتخيل إنه يبقى موجود فيه، وفي أي وقت، شتا خريف صيف وبخاصة في الربيع، لازم تحب..
غادة عبد العال
*هذه المدونة باللغة العامية*