مدونة اليوم

غادة عبد العال: "فيمينيست"

نشرت في:

في الستينيات من القرن الماضي كانت نشاطات حركات التحرر النسائية في العالم على أشدها، وكانت أشهرها المظاهرة اللي قاكت بيها بعض الفيمينيستس أو مناصرات والمدافعات عن حقوق المرأة أمام قاعة مسابقة (ملكة جمال أمريكا) للاعتراض على عرض المرأة كسلعة للإغراء تتهادى بملابس السباحة علي مسرح عشان يقيمها الكل بناءا على شكل جسمها بدل من تقييمها بناءا على ذكاءها أو تفوقها في عملها زي ما المجتمع عادة بيقيم الرجالة.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

 

تجمعت المعترضات وأعلنوا إنهم هيقوموا بإحراق مشدات صدرهم اللي بيعتبروها الفرق اللي بينهم وبين الرجال ، لكن اللي حصل إنهم أحرقوا أدوات كتير شايفين إن ارتباطها بجنس المرأة فقط فيه إضعاف ليها وانصياع غير مبرر لقواعد المجتمع، فأحرقوا مقشة وممسحة وزوج من الرموش الصناعية وهكذا.
 

مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.

فيس بوك اضغط هنا

المعترضين على المظاهرات اللي بالشكل ده بالتأكيد وقتها كانوا كتير، لكن المكاسب اللي حققتها المرأة الغربية عن طريق مظاهرات مشابهة بالتأكيد لما نبصلها دلوقتي مش هنلاقيها قليلة، طبعا هم لا يزالوا بيطالبوا بالمزيد والمزيد، ولسه ما وصلوش لكل اللي بيسعوا له؛ وهو إن المرأة تكون كائن مساوي تماما للرجل، لكن أهم ع الطريق بيحاربوا وبيشاكسوا، وكل يوم فيه مكاسب أكتر وأكتر.
 
لو عملنا مقارنة سريعة بين حياة المرأة الغربية في مجتمعها بعد هذا التاريخ المشاكس الطويل وبين حالنا هنا، أظن النتايج هتبقى مفزعة، بعيدا عن الاختلاف الكبير اللي بين المجتمعات، لكن يظل الفرق الشاسع بين نظرة المرأة لنفسها هناك ونظرتها لنفسها هنا.
 
يمكن قضية حقوق المرأة نفسها في عالمنا هي أوضح مثال لفكرة عداء الضحية لنفسها، أن تكوني فيمينيست في عالمنا العربي الجميل يعني إنك بتخوضي معركه تجاه أفكار باليه مدعومة بتراث ديني واجتماعي الكل خايف يلمسه ناهيك عن إنه يصححه، سلطة الرجال مقدور عليها.. المشكلة الأكبر هي نظرة الستات الدونية لأنفسهن وإيمان الستات الراسخ إنهم أقل وإنهم لازم يبقوا راضيين إنهم أقل، وأي واحدة بتفكر بشكل مختلف دي تبقى منحرفه وشاذة ويا ويلها ويا سواد ليلها وليلة أهلها.
 
في أي حادثة تحرش في أي مواصلة عامة مثلا هتلاقي أكتر المعنفات للبنت المعترضة على التحرش بيها هم النساء، كبت رغبة أو قدرة أي طالبة أنثى في التميز في مدارسنا غالبا بتتم على إيد الست الناظرة أو الأبلة المدرسة.
 
الستات هم أول الساخرات من أي ست بتطلب إنها تكون حره في قرار يخصها ، تتوالى التعليقات اللي بتحمل إهانة وسب وقذف على وسائل التواصل الاجتماعي على كل بوست بتكتبه واحده عايزة تخلع حجابها أو راغبة في الحصول على الطلاق أو معترضه على خيانة زوجها ليها، يلوم الكل عليها لرغبتها في التصرف بما لا يوافق الثقافة الجمعية أو بالبلدي ثقافة القطيع، لكن التعليقات الأكثر قسوة دايما بتكون من البنات المحترمة المتربية على إنها تمشي فوق الخط المستقيم اللي رسمهولهم أهاليهم حتى لو هم من جواهم كارهين الخط واللي رسمه والدنيا كلها.
 
أن تكوني فيمينيست في دولنا العربية لا يعني فقط أن تكوني من المطالبات بحقوق المرأة، بل أن تكوني من المحاربات لأخذ حقوق المرأة من بين أظافر المرأة نفسها !  
 
 ربنا يهدينا أو يهدنا ، ويهون علينا العيش في بلاد تعادي فيها المضطهدة نفسه!
 
غادة عبد العال
*هذه المدونة باللغة العامية* 
 
 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية