مدونة اليوم

سناء العاجي: "ابن عامل النظافة لم يأخذ حقه فعلا"

نشرت في:

تمت إقالة وزير العدل المصري بعد تصريح اعتبر إهانةً في حق عمال النظافة وتكريسا للظلم في حقهم. الوزير صرح بأن "ابن عامل النظافة لا يمكن أن يكون قاضيا لأن القاضي من الضروري أن يكون مناسبا لبيئة العمل". قامت القيامة وانتهت باستقالة أو إقالة الوزير.

مونت كارلو الدولية
إعلان

 بالفعل، في تصريح محمود صابر الكثيرُ من الظلم في حق شريحة من الناس كل خطئها أنها تقوم بعمل شريف لكي تعيش. بل أكثر من ذلك، في تصريحه تأكيد لعدم مساواة الجميع أمام الفرص المتاحة؛ وأن ولوجية المناصب لا تتم بالكفاءة المهنية وبالنتائج الدراسية وبالنجاح في اختبارات الولوج وغيرها من الشروط التي يفترض أن يتساوى أمامها الجميع.

كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.

فيس بوك اضغط هنا

 

لكن، لنكن واقعيين: وزير العدل المصري مدان بالفعل فيما قاله، لكن الواقع أن اللامساواة في ولوجية بعض الوظائف هو للأسف أمر واقع في سلك القضاء في مصر، لكن أيضا في مهن كثيرة أخرى في مصر والمغرب والجزائر والكويت ولبنان وغيرها. هناك ممارسات إقصائية تعتمد على الأصل العائلي والدين أحيانا والطائفة ومهنة الأب وغيرها من التفاصيل، أكثر مما تعتمد على النتائج الجامعية والمسار الدراسي.
 
لذلك، فيمكننا اليوم أن نقوم بنضال أعرج ونصفق للإقالة. لكن الإقالة لا تقطع أصل الداء. الأمر يتجاوز وزيرا قدم تصريحا أخرق. القضية هي ظلم ممأسس في المجتمع يمارس عنوة وننتهي بقبوله وإن على مضض. تمت إقالة الوزير؟ جيد وهذا عقاب له على تصريحه اللامسؤول. لكن، هل هذا سيضفي مزيدا من العدل والمساواة لجميع المواطنين في مصر وفي دول تشبهها في هذه الممارسات، لكي يفتح سلك القضاء ومهن أخرى كثيرة بالمساواة بين جميع المواطنين، حسب الكفاءات وليس حسب الانتماءات العائلية؟
 
ليس بالضرورة... بل ربما بتاتا. ستستمر نفس الممارسات لأننا لم نعالج الإشكال من الأصل بل رقعنا الشكل الذي فضح المرض. لذلك، فأنا لا أصفق لمثل هذه النضالات التي تترك الداء ينخر الجسم من الداخل، وتزوقه وتنمقه من الخارج.
 
سناء العاجي

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية