مسافات من الوقت والتجارب تفصل بين ثقافة الاشباع وثقافة الاستمتاع، مسافات تفصل بين هذين المفهومين عندما يرتبطان بالحاجات والأساسيات والكماليات وما بينهم.
إعلان
أكاد أجزم أن كل البشر على اختلاف أعراقهم وأجناسهم مروا بهذين المفهومين بأوقات متفاوتة حكمها الزمن وتعرضهم لتجارب معينة أثرت على ذائقتهم..
من أول ما يخطر على بالي وما الاحظه في هذين المفهومين ويرتبط بهما في مخيلتي هو الطعام.
فلا شك أن هناك أناس يأكلون أي شيء ليملأوا بطونهم وآخرون يستمتعون بنوع وشكل وطريقة طهي وتقديم وجباتهم الى آخر التفاصيل الدقيقة..
الحكي في سركم ... نحن كعائلة نحب الطعام ونحتفي به..
يقولون عني طباخة جيدة الا أن ما لا يعرفه الكثيرون أنني قد أكون ماهرة لسبب وجيه هو أنني أستمتع بصناعة الطعام وأحب من كل قلبي أن أطعم الناس..
وهكذا مع الوقت أصبحت أنا وأولادي من متابعي قنوات الطبخ .. نستمتع برؤية الوصفات ونتخيل الروائح والطعم.. نكتب بعضها لنطبقها معاً ونسارع لعمل السهل منها ..
كنا في البداية نتابع قناة فتافيت حتى اكتشفنا فود نتوورك ... وبعدها كرت المسبحة لعدد هائل من قنوات الطعام العربية والأجنبية..
وهنا بدأت المقارنة والمفاضلة وظهر الاشباع والاستمتاع ...
فبينما هناك دقة في التصوير والعرض تأخذك الى النتيجة الحتمية من أنك تصبح تواقاً لتجربة ولو لقمة واحدة من ذلك الطبق الذي يبدو شهياً جميلاً في المطبخ النظيف الجميل، الى من يستعمل نفس قطعة القماش لتنظيف اليد ومسح الطاولة ثم يثرثر مع المتصلين المعجبين الذين ستقف قلوبهم من شدة الفرحة لانهم استطاعوا أن يحظوا بألو أهلا...
قبل اسابيع وصلني فيديو عن برنامج طبخ شعبي يبدو أن أذهان المنتجين لم تجد ما هو أفظع منه لينتجوه، فيبدو أقرب ما يكون لما يظنوه شعبيا وبسيطاً!!! فإذا بسيدة تطبخ الحيوانات البحرية بطريقة مفزعة... في ما يبدو أنه مطبخ بأدوات بدائية !!! فهكذا يقتربون من نبض الشارع والناس... وكل شيء جائز..
تذكرت مشهد الفنان المرحوم جورج سيدهم في مسرحية المتزوجون وزوجته تلقمه البيض للإفطار فلا يستطيع أن يتنفس... وهي تقول: علشان تربرب.
بينما الفنان سمير غانم يحاول مجاراة زوجته الارستقراطية في أكلة الملوخية فيقول: أدوق وللا أشرب؟
الاشباع والاستمتاع في الطعام وغيره جزء من التربية ..من تدريب النفس على الرضى وتذوق الجميل دون اسراف أو نهم...
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك