الكثير منا يعتقد أو كان يعتقد بأن الناس أو المجتمع سيعطونه حقوقه دون أن يطالب بها، أو ينتظر أن يعطيه الآخر الحب ويحاول ارضاءه لنيل ذلك. انتظار شيء من الآخر هو ما يجعلنا نتعلق بهذا الآخر بشكل مَرضي.
إعلان
نتعلق بالمجتمع وارضائه لأننا نريد أن نشعر بأننا محبوبين، نتعلق بحبيب لدرجة أننا نقيد حريته لأننا نخاف أن يرحل هذا الحبيب ولا نجد من يحبنا.
هند الارياني، صحفية وناشطة اجتماعية، مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، حاصلة على جائزة المرأة العربية لعام ٢٠١٧.
فيس بوك اضغط هنا
وعندما يشعر الحبيب بأنك تستجدي حبه يهرب بعيداً فهو يشعر بأنك لا تحب نفسك بما فيه الكفاية وبذلك أنت لا تستحق محبته، ويزداد شعورك بالحرمان وبأنك تبذل مجهوداً كبير لإرضاء الآخرين.
كل هذا له معنى واحدا وهو عدم تصالحك مع نفسك، عدم حبك لذاتك، شعورك بأنك تحتاج أو متعلق بشيء خارجي دليل أن روحك ينقصها شيء وأنها تحتاج بأن تستمع لها قبل ان تذهب للآخرين تستجدي حبهم أو رضاهم.
قد يخطئ الأهالي مع ابنائهم ويشعرونهم بأن حبهم لهم مشروط بشيء ويسمعونهم طوال الوقت هذه الجمل: عليك أن تؤدي واجباتك المدرسية لكي نحبك، عليك أن تكون مطيع لكي نحبك، فتنشأ في ذاكرة الطفل فكرة أن حبه لنفسه مشروط بشيء خارجي وبرضى الناس عنه، فيحاول أن يكبت حقيقته لكي يرضي الناس.
عندما يكبر هذا الطفل يكون له اهتمامات ولكنه قد يكبتها اذا كانت مخالفة لتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه. هذا الرجل أو المرأة لا زال بداخلهم هذا الطفل الذي لا يستطيع أن يُغضب المجتمع الذي يعيش فيه وإلا سيكون ولد سيء غير محبوب ومرفوض من قبل من حوله، ورفض المجتمع يعني بأنه سيكره نفسه أيضا ولن يكون سعيداً، وفي نفس الوقت هو يشعر بالتعاسة لأنه يكبت ما يحبه، لذلك هو تعيس في الحالتين.
وتستمر المعاناة الى أن يقرر هذا الشخص أن يتحدث مع الطفل الذي بداخله، يتعرف عليه، يعرف ماذا يحب ومن ماذا يخاف ولماذا، وعندما يتواصل مع الطفل الذي بداخله ويقرر بأن يحرره من قيد آراء الآخرين أو انتظار محبتهم، وقتها فقط سيشعر هذا الطفل بالسعادة وسيفعل ما يحبه، ووقتها فقط سيبادله الآخرون الحب لأن الآخرين ما هم الا انعكاس لما في نفسه.
هند الإرياني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك