مدونة اليوم

عروب صبح: " إنفلونزا الأضواء"

نشرت في:

مرض قديم متجدد استفحل بين الناس بشكل مخيف في العشر سنوات التي مضت وزاد استفحاله مع دخول البشرية مرحلة برامج الواقع التلفزيوني وبعدها مواقع التواصل الاجتماعي...

مونت كارلو الدولية
إعلان

 

الأعراض بدأت عالميا في برامج الواقع من بيغ برذر 1997 ثم كرّت السبحة فستار أكاديمي الى آخر حمى برامج مسابقات الأغاني والمواهب التي أصبحت أكثر من الهم على القلب.. تتكرر بأشكال تكاد تكون متطابقة يختلف فيها فقط وجوه المتسابقين والحكام الذين يتنقلون بين البرامج التي جعلت من الشهرة هدف أجيال تلهث بلا كلل أو ملل خلف بريق شهرة حتى وإن كانت لمدة دقيقتين هما ما سيقدمه/ تقدمه أمام اللجنة.

 
ومن تيسر من المشاهدين الذين اتخموا مؤخراً فحدث أنهم ولسبب ما توقفوا عن العبث في جهاز التحكم وقرروا أن يتابعوا تلك القناه قبل أن يكملوا رحلتهم في البحث عن محتوى يحترم عقولهم ...
 
إن ما قدمه الإعلام العالمي أيضا من نماذج من خلال الأفلام والفيديو كليبس لكبار وصغار الفنانين من مادونا مروراً بأشكال وألوان حتى نجمة الصغار سابقا مايلي سايرس..
 
بل أن هذه الأخيرة أشبعها الإعلام كظاهرة فحصا وتمحيصاً بعد ما وصلت له من مراحل متقدمة من مرض (أريد أن أبقى تحت الأضواء بأي ثمن) ..
أما حقبة ما بعد الفيسبوك فحدث ولا حرج..
هنا وبعيدا عن الاستعمال الطبيعي للبشر المتوازنة لمواقع التواصل والذي هو بشكل طبيعي (التواصل)..
 
هناك على أثير فيسبوك ويوتيوب وتويتر..كما وجد بعض المبدعين الحقيقيين نافذة لهم ليقدموا أعمالهم وأفكارهم، وجد أيضا كل من كان يعاني في حياته وعلاقاته من الإهمال ومن عقدة الأتنشن ضالته..
وعلى قولة أهل الماركتنج .. باد ببليستي إز جود ببليستي
 
أفرزت هذه الحقبة أشخاصا لم يتورعوا عن فعل أي شيء وكل شيء طلباً للشهرة وفي كل المجالات بدءاً من فتاوى الدين مروراً بالسياسة والتكسب منهما وصولا الى ميا وفتح الفنجان وقراءة الكف أونلاين ثم صناعة الموت ورؤوس حربة التخوين والتكفير...
 
لا شك أن حُمى الطيور والخنازير والايبولا نالت من البشر ما نالت حيث فقد الكثيرون حياتهم بعد أصابتهم بها، إلا أن حُمى الشهرة وما يرتبط بها من ثروة أو سلطة التي تنتشر ويتلقفها الآلاف يوميا تهدد عقول وأخلاق البشر وقد يكون القادم مذهلا أكثر ..
فقد تعددت الأسباب والشهرة واحدة ...
عروب صبح

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية