تابع المغاربة خلال الأسابيع المنصرمة قصة الشابة فوزية الدمياني. فوزية شابة تعاني من إعاقة جسدية وعقلية. منذ بضعة أسابيع، أنجبت طفلا صغيرا لم يعرف أحد أباه في البداية، لأن إعاقتها العقلية لا تمكنها من التعرف على المعتدي عليها. بإجراء تحليلات الحمض النووي، اكتشفنا مصعوقين بأن الشخص الذي اغتصب فوزية وتسبب في حملها هو ابن أخيها.
بعد أن انتشر الخبر في وسائل الإعلام، بدأت حملة تبرعات من أجل شراء شقة تأْوي فوزية ورضيعَها وأمَّها المُسنّة... فيما تابعت النيابة ابن الأخ الجاني الذي سيُعرَض قريبا على المحكمة.
كاتبة وصحافية مغربية، لها مشاركات عديدة في العديد من المنابر المغربية والأجنبية. نشرت رواية "مجنونة يوسف" عام 2003 كما ساهمت في تأليف ثلاث كتب مشتركة: "رسائل إلى شاب مغربي"، "التغطية الصحافية للتنوع في المجتمع المغربي" و"النساء والديانات". نشرت عام 2017 كتاب "الجنسانية والعزوبة في المغرب"، وهي دراسة سوسيولوجية قامت بها للحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من "معهد الدراسات السياسية" في إيكس أون بروفانس بفرنسا.
فيس بوك اضغط هنا
هذه الحادثة تستدعي منا التوقف عند مستويين. هناك أولا نقطة إيجابية جدا وهي حملة التبرعات العفوية التي مكنت من جمع مبلغ مائتي ألف درهم، أي حوالي 20 ألف يورو، وهو تقريبا ثمن شقة في السكن الاقتصادي بالمغرب... فيما بعد، علمنا من موقع "إحاطة" بخبر تبرع المنعش العقاري المالك لمجموعة السعادة السكنية بشقة لصالح فوزية، على أساس أن تحتفظ هي وأسرتها ورضيعها بمبلغ التبرعات لباقي مصاريفهم خلال الفترة المقبلة.
هذه المبادرات الإيجابية تستحق التنويه لأنها تبين عن حس تضامني رفيع في المجتمع، وعلى قدرة على التجاوب مع القضايا الاجتماعية الحساسة.
النقطة الثانية التي تستدعي التوقف، هي قضية الاغتصاب نفسها. لو لم تكن فوزية تعاني من الإعاقة، ألم يكن من بيننا من سيتساءل: "لعلها أغرته بشكلها وبملابسها"؟ "لعلها راودته عن نفسه"؟
للمرة المليون علينا أن نعي بأن التحرش الجنسي والاغتصاب هي قضايا غير مرتبطة بوجود المرأة في الفضاء العام ولا بشكلها وبملابسها، بل بالكبت المريض لمجموعة من الرجال الذين يحركهم قضيبهم أكثر مما تحركهم الأخلاق والقيم.
اغتصاب العمة هو سلوك لا يمت للدين ولا للأخلاق وللقيم بصلة. اغتصاب شابة معاقة هو استغلال وحشي لا إنساني لمرضها العقلي والجسدي.
الاغتصاب والتحرش الجنسي هما سلوكان مرفوضان؛ والمسؤول الوحيد عنهما هو الجاني وليس الضحية. حتى حين لا تكون معاقةً.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك