في ظل الهزائم اليومية لقيم الحياة وجنون ما يحدث يوميا في( إقليمنا المسخوط ) والتسمية مستعارة من أحد الأصدقاء في الفيسبوك، يخرج صوت يعلو فوق أصوات القتل والتفجير والتهجير..صوت صغير ولكنه يهز كل صاحب ضمير، صوت لشخص ومبادرة هنا في عاصمة الأردن عمان.
إعلان
أفاق الجميع ذات يوم من منتصف آب على إعلان عبر قنوات التواصل الاجتماعي ينبيء ب (عزوتي) : "مطعم لا يُعنى بالربح المالي بل بتحقيق قيمة التضامن الاجتماعي والتكافل الاقتصادي، ستشتري وجبتين بسعر التكلفة واحدة لك وواحدة لمن يستحقها متى أراد."
المكان : درج الكلحة، مقابل مطعم القدس وبجانب قطايف أبو علي وجدل
في انتظاركم لتساهموا معنا في إرساء قيمة نبيلة.
وذُيِّل طرف الاعلان العلوي ب " الحياة هنا ممكنة".
إن العزوة في المعجم – بضم العين أو كسرها - تعني " قوم ينتسب اليهم الشخص ويشدون من أزره".
محمود النابلسي صاحب الفكرة وممولها ومنفذها يقول: قرأت في إحدى الصحف عن مقهى يقدم فنجان قهوة للمحتاجين في إحدى دول العالم، استفزته الفكرة ايجابيا ليخلق مشروع عزوتي، لا أحد يملك الفكرة يقول محمود.
محمود شاب أردني درس رعاية الطفل وعمل طوال عشر سنوات في مؤسسات تنموية وهو الآن مختص في نماء ومشاركة الشباب والعمل التطوعي الريادي ويعمل مدير مكتب طمي في الأردن..
وطمي هي مؤسسة خاصة للعمل الاجتماعي تعمل على إيجاد مساحات من التعلم والمشاركة والابتكار بين الشباب في الوطن العربي، ليكون قادراً على تحقيق ذاته كشاب أو شابة من جهة وقادرا على أن يساعد وأن يُلهم الآخرين لتحقيق ذواتهم وعيش خياراتهم في الحياة. ويختصرون فلسفتهم ب " الطمي واحد والشجر ألوان".
أمل محمود أن تستفز الفكرة مجموعات من الناس لمحاكاة عزوتي في مشاريع أخرى مثل دكان وصيدلية ومكتبة وأن يكون مفهوم التكافل هو أصل العلاقة في المجتمع وبين أفراده بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين..
محمود يكمل الماجستير الآن وهناك عشرون متطوعا من الطلاب والطالبات يديرون المشروع بكفاءة عاليه من الساعة الثامنة صباحا حتى الحادية عشرة ليلا..
يكفي أن تمر /ي تشتري شطيرة لتصبح عازم, ثم تأخذ ورقة وتسجل اسمك عليها لتعزم شخصا لا تعرفه ولن تعرفه على شطيرة ثم تعلقها على اللوحة بانتظار أن يمر المعزوم..
عزوتي يقدم الشطائر بالطعام المحلي المعروف مثل اللبنة, الزعتر والزيت, المجدوس و الزبدة والمربى وجميعها منتجة من تعاونيات بأيدي سيدات من عجلون .. فعزوتي لا تغيث شخص جائع فقط بل تعين المشاريع الصغيرة في المدن خارج العاصمة ..
عندما تزورون وسط مدينة عمان زوروا عزوتي
ستجدون ما يسركم.
عروب صبح
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك