هذا الأسبوع استيقظ العالم على زلزال جديد من الزلازل الصحفية المعتبرة والفضائح المالية العملاقة أطلقه (الاتحاد الدولي للصحفيين الإستقصائيين) وهو اتحاد يجمع أكثر من مائة صحيفة عالمية شهيرة، وهي الفضيحة المسماة ب (وثائق بنما) اللي حصل عليها مصدر فضل أن يبقى مجهولاً من مكتب محاماة مقره في بنما ويبدو إن نشاطه الرئيسي هو غسيل الأموال.
المكتب اللي له فروع في 40 دولة، من الواضح إنه كان قوة جاذبة للمشاهير والقادة والرياضيين وحتى الحكام من جميع أنحاء العالم اللي استخدموا خدمات المكتب لغسيل كميات مهولة من الأموال عن طريق إنشاء شركات وهمية في دول لا تفرض إلا القليل من الضرائب.
مدونة وكاتبة مصرية ساخرة تمارس مهنة الصيدلة. بدأت مدونتها "عايزة اتجوز" عام 2006 قبل أن تنشر في كتاب عام 2009 تُرجم إلى لغات عدة عالمية منها الفرنسية وعرض في مسلسل حصل على الجائزة الفضية في مهرجان الإعلام العربي وحصلت عنه عبد العال على جائزة أحسن سيناريو. تكتب منذ 2009 مقالاً ثابتاً في الصحافة المصرية.
فيس بوك اضغط هنا
فتبدو الأرباح الكبيرة والمبالغ المالية الضخمة وكأن مصدرها هي تلك الشركات اللي لا بتبيع ولا بتشتري، بس وقت اللزوم وقت ما حد يسأل أي من المتعاملين مع المكتب السؤال الشهير: (من أين لك هذا) ، يكون هذا الشخص جاهز بأوراق شركاته الوهمية، ولو انت جدع امسك عليه حاجة غير قانونية بأه.
قائمة الأسماء اللي صدمت العالم أجمع كانت بتضم مشاهير ورياضيين زي ميسي، أقارب قادة وحكام ، زي أبو رئيس الوزراء البريطاني وأقرباء الرئيس الروسي وإبن الرئيس السابق حسني مبارك، وقادة سابقين زي رئيس السودان السابق ورئيس الوزراء العراقي السابق، وحتى قادة حاليين زي ملك السعودية والرئيس الأرجنتيني وحاكم الإمارات.
أسماء ورا أسماء تحسسك إن احنا عايشين في غابة فساد عالمية شاملة، لا تنجو منها دولة أو رمز، وتثبتلك إن ولاد الحرام ماخلوش لولاد الحلال حاجة يا جدع.
الأخبار طبعا اجتاحت العالم وأثارت انتباهه وتوجسه وتصميمه على البحث والتحقيق ومحاسبة المخطئين.
إنجلترا أعلنت إنها هتعمل تحقيق وفرنسا أكدت إنها مش هتسيب حدي ينجو من العقاب والشعب الأيسلندي خرج عن بكرة أبيه يطالب باستقالة رئيس الوزراء المتورط في الفضيحة واللي هو – ياللهول- فعلا استقال إحساسا بالفضيحة.
الوثائق وكشفها سببوا زلزال في جميع دول العالم هنشوف آثاره في الأيام والشهور وربما السنين الجاية.
بس دي دول العالم، مالنا احنا بأه؟ الحقيقة رغم الاهتمام اللي أبدته الصحف ووسايل الإعلام بالوثائق ونشرها، إلا إنه كان اهتمام متفرجين على فيلم أمريكاني مثير، السلطات المعنية بالتحقيق في مثل هذه الأمور ولا هي هنا، والأسماء العربية اللي بتتضمنها القائمة رفعت شعار (قلت يا وله طنش خاالص) بينما رفعت الشعوب العربية جميعها شعار (إعمل من بنها)!
زي ما يكون الكل بيقول ببساطة : عادي يعني، هي كانت أول مرة والا آخر مرة ؟ فساد إيه؟ ما احنا عارفين إن فيه فساد! سرقة ؟ وهو احنا جداد ع السرقة ؟ غسيل أموال إيه يا جدعان؟ ما هم سارقين قاتلين قايمين نايمين مع بعض وعلى عينك يا تاجر! يحتاجوا غسيل أموال في إيه بأه؟!!
رد الفعل العربي البارد والمحايد على الفضيحة كان رد فعل جثة شافت إن شلوطين زيادة مش هيأثروا فيها يعني ما هي ماتت من زمان، وهل يضير الشاه سلخها بعد ذبحها؟
فيه شعوب أذهلتها المفاجأة، وشعوب أغضبتها الفضيحة، وشعوب تانية بدأت تضغط على قادتها عشان يعملوا حاجة تغلط الرقابة وتمنع اللي حصل ده إنه يحصل تاني، والكل بدأ يسأل مين وفين وإزاي؟
أما احنا، فاتعودنا ع المرمطة والسرقة والفساد وقلة القيمة لدرجة خلت رد فعلنا المثالي على فضيحة بنما إننا نعمل من بنها، أو نعمل من بنما بأه ما فرقتش كتير!
غادة عبد العال