مرة أخرى يرتفع صوت القتل البشع باسم الدين.في أورلاندو، سقطت عشرات الضحايا على يد مسلم أفغاني تتوجه أغلب الشبهات نحوه.لنتفق على شيء أساسي: ما دامت نتائج التحقيقات ليست نهائية، فنحن بالفعل لسنا متأكدين بأن الدافع إرهاب إسلامي.
لكن هذا التحفظ لا يمنعنا من ضرورة مواجهة حقيقتين أساسيتين لا يمكن أن نستمر في الهروب منهما إلى ما لا نهاية:
أولا، سواء ثبت أن لهذه العملية الإجرامية دوافع إرهابية إسلامية أم لا، فهذا لا ينفي أن هناك اليوم العديد من الجرائم التي تنفذ باسم الإسلام والتي يذهب ضحيتها المئات من الضحايا. أي أن احتمال تبرئة المتهم الحالي لا يعني تجاهل واقع حقيقي يقول بأن بيننا من يقتل كل من اختلف عنه في الدين أو الطائفة أو الميول الجنسي وغيره...
ثانيا، وهذا الأخطر: الإرهابي ليس فقط من ينفذ. قراءة سريعة للمواقع الاجتماعية ولمختلف التعليقات على المواقع الإلكترونية تبين حجم الفرح بقتل مثليين جنسيين تمنى بعضهم أن يكون عددهم أكبر.
في أحسن الحالات، هناك تبرير غير طبيعي للفعل الإرهابي ومحاولةٌ لتفهمه. تبريرات تبدأ بنظرية المؤامرة التي تجعل الإرهاب صناعة غربية أمريكية ماسونية، في رفض شبه مرضي لتقبل حقيقة العنف الساكن بيننا والإقصاء لكل ما هو ومن هو مختلف.
بعد ذلك، سنجد لكل حالة تبريرا: شارلي إيبدو؟ هم البادؤون. أورلاندو؟ مثليون ويستحقون الحرق.
وهكذا... نبرر القتل ونحرض عليه وندافع عنه ونجد له التفسيرات... ألا يعني هذا أن الكثيرين بيننا أصبحوا يطبعون مع فكرة القتل باسم الدفاع عن الهوية والقيم والدين؟ بل يصفقون لها أحيانا؟
ألا يعني هذا أن الفرق بين كل هؤلاء المبررين وبين من ينفذون فعلا، هو فقط ربما عدم توفر الفرصة؟ سؤال مخيف... لكنه يستحق منا أن نفكر فيه جديا.
سناء العاجي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك