تصوّروا أن يكون جميع المسؤولين عندنا في البلدان العربية متواضعين، كرماء، يضعون أنفسهم في تصرّف الناس ولا ينسون أو يتناسون أنهم موجودون أصلاً في موقع النفوذ لمساعدة شعوبهم.
أعرف أن هناك قادة من هذا النوع في حياتنا السياسية، لا بل أعرف واحداً منهم شخصياً: قادة إنسانيون إنسانويون خلوقون، لكنهم الاستثناء الذي يثبت القاعدة.
تصوّروا أن يركب جميع المسؤولين عندنا على دراجة مثلاً أو في سيارة عادية، بدل أن يقيموا الدنيا ويقعدوها بالمواكب التي ترافق تنقلاتهم في شوارع المدن، كما هي الحال!
تصوّروا أن يعود جميع المسؤولين عندنا الى بيوتهم مساءً مثلما يعود كل مواطن عادي، بدون أبهة وبدون مواكبة، وبدون خدم وحشم ومرافقين وزمامير!
تصوّروا أن يكون جميع المسؤولين عندنا ضد الإهدار وضد الترف المجاني وضد استعراض الثروات في زمن هناك أناس يموتون من الجوع، وضد المصاريف التي لا طعم لها وضد الفساد والإفساد.
تصوّروا أن يطبّق جميع المسؤولين عندنا القانون، ويمتنعوا عن استخدامه وتحويره وتحريفه لأغراض شخصية، وأنانيات عابرة.
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
تصوّروا أن هذه العيّنة من الأحلام أو الأمثال، تطبَّق عندنا في أحد الأيام، فماذا كان ليكون الوضع في بلداننا؟
تصوّروا، أجل، أن المسؤولين عندنا يتصرفون بهذه الأخلاق ووفق هذه المفاهيم، وتصوّروا أنهم يدعون شعوبهم إلى أن يكونوا على مثالهم، فلا يقولون شيئاً ويفعلون عكسه.
أقول يا ليت!. فكم أبتهج عندما اقرأ عن رجل سياسي أو زعيم يكسر حلقة الفساد المفرغة، ويكون حقا قدوة للآخرين. كأعجوبة مثلاً، علماً أن زمن الأعاجيب قد ولّى الى غير رجعة.
قولوا معي: يا ليت!
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك