في إطار محاولاتنا المستمرة للتأقلم مع كل الوكسات الاقتصادية اللي بتعم أنحاء بلادنا، بدأت تظهر دعاوى وترتفع أصوات بتطالب بالتقشف والتخلي عن بعض مظاهر الرفاهية عشان نقدر نتعايش مع بعضنا البعض واحنا بننحدر في هدوء من قاع اقتصادي إلى قاع.
وبما إن سعر جرام الدهب تخطى مؤخرا حاجز الـ ٤٠٠ جنيه و داخل على الـ ٥٠٠ بخطا واسعة و صدر مفتوح، فقد صدرت بعض الدعوات بإلغاء فكرة الشبكة اللي المفروض بيقدمها العريس هدية لعروسة قبل الجواز و إن كانت في الحقيقة، بتقع في خانة الإجبار وبيتم تقييمها وفقا لتقديرات ثابتة ومتعارف عليها زي معيار شبكة بنت خالتها اللي لازم شبكة عروستنا تبقي أكتر منها أو شبكة بنت عمها اللي لازم طبعا شبكتها ما تقلش عنه!
المطلب قد يبدو بسيط و منطقي، جرام الدهب بأه بـ ٤٠٠ جنيه يا بنات، فأي مبلغ كان مقدر تشتروا بيه شبكة مش هيكفي يجيب حاجة فبلاها الشبكة وحطوا الفلوس في أي شيء عملي تاني، كلام عداه العيب وعين العقل أهه يعني، لكن فجأة توقف دوران الأرض وتسمرت الطيور في صفحة السماء وكشرت الطبيعة عن أنيابها و انطلقت الصيحات الهادرة المعترضة تهز أرجاء البلاد من البنات اللي شافوا في هذا المطلب ظلم وجور وافترا ومزيدا من الاستهانة بحقوقهم المكتسبة في معركة الجواز، فانطلقت الأصوات المحذرة لأي بنت إنها تتنازل عن حقها لأن الراجل اللي ما بيدفعش في عروسته دم قلبه في أول خناقة هيعايرها إنها رخيصة وإنه اتجوزها ببلاش، وانطلقت الأصوات التانية موعية للبنات الخايبين اللي مش فاهمين إن من الشبكة ما هي إلا أجر كل بنت عن خدمتها للراجل الغريب ده اللي هتتجوزه هو وولاده، اللي هم بالمصادفة أولادها برضه ما اختلفناش، وانطلقت أصوات تالتة بتأكد لكل بنت إن الشبكة دي هي الحاجة الوحيدة اللي هتنفعها لما زوج المستقبل يطلع واطي وإن كلهم عاجلا أم آجلا بيطلعوا لامؤاخذة شمال!
الكلام كله رسملي صورة بشعة إحنا عايشين جواها وعمرنا ما بنسأل نفسنا بجد إحنا راضيين ببشاعتها دي إزاي؟!
الجواز اللي المفروض يكون مودة ورحمة تحول لمناسبة للتخوين والتخوين المقابل بين جيشين متحاربين !
إحنا نذل العريس عشان يعرف قيمتنا بعدين وهو أهله يذلونا عشان ما نتنططش ونتعلم الأدب من أولها، وكل الأطراف متوقعة الأسوأ وبتقدم الأسوأ و بتستخسر وبتنكل وبتهين الطرف التاني لكن الكل يستحمل ويعدي عشان الدنيا تمشي والجوازة تكمل!
ليه بأه إحنا حريصين على جوازة بالشكل ده وعايزينها تكمل زي ما هي بنفس القواعد كده؟!
إيه اللي إحنا بنكسبه من هذا التقليد اللي هو أقرب لسوق الجواري من الجواز وأقرب لحفلات التعذيب السادي من كونه مناسبة سعيدة ونقطة بداية لحياة جديدة بين شخصين؟!
تخلوا عن كل الهجص ده يا جماعة .. عن المؤخر اللي هنذله بيه والشبكة اللي هتعوض نقصه واختاروا راجل صح يصونكم وتحسوا معاه بالأمان تخلوا عن الـ ١٠٠ ملاية والـ ٥٠ فوطة اللي عمر أحفادكم ما هيلحقوا يدوبوهم واختاروا بنت أصول تحبكم وتخاف عليكم وتفديكم بعنيها!
لكن الجوازة اللي كل واحد فيها مخبي سكينة ورا ضهره و في إيده التانية دفتر كمبيالات ؟ .. هي دي اللي بيقولوا عليها بجد جوازة الندامة!ويبقى قلتها أحسن علي أي حال.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك