نحن نعيش في عالم عربي يضم 67 مليون امرأة عربية بالغة، لا تعرف القراءة والكتابة، بحسب إحصاءات "منتدى المرأة العربية"، الذي أعلن أن 67 في المئة من الأميين في العالم العربي هم من النساء.
لم يفاجئني الخبر، رغم أنه هالني، على غرار وقائع كثيرة نعلم أنها موجودة، لكن معرفتنا بها في لاوعينا، لا تحول دون أن تصدمنا كلما ارتطمنا بها وجهاً لوجه.
شاعرة وكاتبة وصحافية لبنانية، مسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة "النهار" في بيروت. أستاذة في الجامعة اللبنانية - الأميركية وناشطة في مجال حقوق المرأة. أسست مجلة "جسد" الثقافية المتخصصة في آداب الجسد وعلومه وفنونه. أصدرت عشرات الكتب في الشعر والنثر والترجمة وأدب الأطفال لاقت صدى نقدياً واسعاً في لبنان والعالم العربي وتُرجم معظمها إلى لغات أجنبية. نالت جوائز عربية وعالمية عديدة. من آخر إصداراتها "هكذا قتلتُ شهرزاد" و"سوبرمان عربي".
فيس بوك اضغط هنا
تويتر اضغط هنا
فكّرت: مَن يدخل الى البيوت العربية، ويجبر الأهل على تعليم بناتهنّ ومنحهنّ الفرص نفسها التي تُمنح للأبناء؟ مَن يدخل الى المدارس، من صفوف الحضانة الى الصفوف الممهِّدة للجامعات، و"يجبر"، نعم "يجبر" التلميذات على التعلّم، وعلى عدم اعتبار مآلهنّ الوحيد في الحياة هو الزواج والانجاب، الخ؟
في المقابل، ثمة عملية إهانة ممنهجة لنا كنساء في الأغنيات والاعلانات وشاشات التلفزيون والمقالات وعلى اللوحات الاعلانية في الطرقات، حيث نرى شكلنا محددا سلفا: شقراوات بالضرورة، نحيلات طبعاً، ذوات صدور عارمة وشفاه منفوخة، نرتدي البيكيني ونرقص طوال الليل، وأجسادنا منتهكة إعلانيا بغرض الاستهلاك وزيادة الأرباح، في وقت ما زلنا نتعرض باستمرار للعنف والتحرش والاغتصاب ولنظام أجور غير عادلة وغير مساوية، في غياب أي قوانين تلغي التمييز ضدنا وتحمينا من تسلط المجتمع الذكوري.
مَن ينقذ نساء العالم العربي؟
حتى الآن، لا أحد يهبّ الى النجدة. الفلسفات التربوية في العالم العربي بعيدة عن التربية. وبعيدة، خصوصاً، عن منطق الفرص المتساوية.
في تركيا، "يعاقبون" بعض مرتكبي الجنح بقراءة الكتب. فربّ عقاب هو مكافأة! لنبدأ بممارسة هذا النوع من "العقاب". ليبدأ كلٌّ منا بنفسه، وفي بيته، ومع أقرب المقرّبات إليه.
حسبي أن المعرفة، وحدها، ضوء خلاصنا.
جمانة حداد
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك