مدونة اليوم

هند الإرياني: كيف ترد على من يخاف من الحسد؟

نشرت في:

دق جرس الهاتف وكان المتصل أحد الأقرباء يهنئني بمناسبة العيد، سألته عن أحواله فكان رده كالمعتاد "الحمدلله المهم الصحة" وكأنه يريد أن يعطيني إنطباعاً بأن حالته ليست على مايرام، ولأنني اعرفه جيداً فهمت أن إجابته هذه تعبر عن خوفه من الحسد، سألني:"وأنتِ كيف حالك؟"

المدونة اليمنية هند الإرياني
إعلان

فأجبته بكل سعادة: "أنا بخير، الحمدلله، كل شي تمام"
فرد قائلاً: "المهم الصحة" قلت له "الحمدلله صحتي زي الفل"..
تفاجأ من إجابتي وسكت قليلاً ثم قال:"المهم الراحه النفسية"، قلت له:"الحمدلله الراحه النفسية موجودة".

كان يشعر بالدهشة وكأنه لأول مرة يسمع هذه الإجابات، فقال لي: "إنتبهي من الممكن أن تصابي بالعين إذا سمعك أحدهم تقولين هذا الكلام"، قلت له: "بالعكس أنا مؤمنة بقول الله في قرآنه وأما بنعمة ربك فحدث" قال "لا لكن العين حق"، قلت له: "أنا مؤمنة أن الله يحرسني من العين ومؤمنة أن الشخص الذي يخفي نعمة ربه وينكرها تتدهور أحواله"، شعر أنني أقصده بهذه الجملة، فقال: "أنا أتحدث عن النعم ولكن مع الأقرباء فقط، يكفي أن أخبرك أنت ِ بها، أما الآخرين فأقول لهم أن الحالة صعبة وأن مايهم هو العافية"، قلت له "ألاتلاحظ أن الشخص الذي يظهر النعم تزداد؟"، قال: "ربما لأن لديهم الكثير من النعم، أما أنا فالنعم قليلة"،
قلت له:" العكس هو الصحيح، تزداد النعم لأنهم يتحدثون عنها وهذا يدل على إعترافهم وامتنانهم لوجودها، بينما الشخص الذي يظهر أنه حالته سيئة يتحقق ما يقوله وتصبح حالته سيئة بالفعل".

في حياتنا رأينا من يخفي النعم بالبخل حتى على نفسه، ثم يودع هذه الحياة ويأتي الأبناء ليبحثوا عن الثروة التي خبأها والدهم البخيل فلا يجدون شيئاً، أي أن الوالد لم يتمتع بحياته ولم يمتع أبناءه، وكأن هذا خيارهم لانهم كانوا يخافون من النعم خوفاً من أن يحسدهم الناس، فيتحقق لهم ما تمنوه وتختفي النعم التي كانوا يخافون منها.

أتمنى منكم جميعاً إذا سألكم أحدهم عن أحوالكم ردوا عليه بأنكم في خير، فالنطق بالخير يجلب الخير، واستمتعوا بالحياة، ولا تنتظروا غداً أو بعد غد، الماضي والمستقبل مجرد وهم، لا يوجد إلا الآن.. هذه اللحظه فقط.
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق مونت كارلو الدولية